نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
42 عمّان: نبحث عن الموهبة وبرنامجنا مجاني ومتاح على مدار الساعة والأسبوع, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 08:49 صباحاً
- 42 عمّان: فتح مقر للبرنامج في الشمال خلال العام الحالي والجنوب في المستقبل
- 42 عمّان: التعلم التشاركي يُحفز على البحث عن المعلومة والاعتماد على الذات
- 42 عمّان: البرنامج متاح لجميع المتقدمين المقيمين في الأردن/ متاح لكل الشباب في الأردن حتى لو لم يكونوا مواطنين. والطالب متاح له الوصول مجانا إلى مقرّ البرنامج
طلبة من أعمار مختلفة ومستويات تعليمية متنوعة جمعتهم الرغبة بالتطور ومحاكاة العالم بلغته الجديدة من بوابة برنامج "42 عمّان" الذي يمنح الطلبة الممارسة العملية بعيدا عن التعلم النظري وبعيدا عن قلق السؤال من الرسوم أو الالتزام بوقت محدد لاكتساب المهارة.
"المملكة" التقت مع عدد من الطلبة الملتحقين ببرنامج 42 عمّان الذي يعدّ أحد برامج مؤسسة ولي العهد، الذين تحدثوا عن رحلة تعلمهم بالبرنامج وعن خلفية التخصصات الدراسية التي جاؤوا منها.
في مبنى لا تتجاوز مساحته 700 متر ويضم مختبرين وغرفة للقاءات والعمل والأنشطة، وممرا يضم كافتيريا ويقدم خدماته بأسعار معقولة، يلتقي طلبة برنامج 42 عمّان بعد قدومهم من محافظات عدة، ليبدأوا رحلة التعلم وحل التحديات دون محاضرات.
يقول الطلبة في حديثهم لـ "المملكة" إن البرنامج يتميز عن أي تعليم آخر بالممارسة العملية من خلال منهاج حديث يحاكي لغة العصر والعلم.
ولدى سؤال عدد منهم عن آلية معرفتهم بالبرنامج والتسجيل به أفادوا بأنهم تعرفوا عليه عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحات مؤسسة ولي العهد أو عن طريق اجتماعات التعارف أو عن طريق نقل زملائهم لتجربتهم بالمكان، موضحين أن التعلم التشاركي مكّنهم من البحث عن طرق للحل عبر مصادر مفتوحة مثل اليوتيوب أو مواقع متخصصة أو من خلال الاستفسار من بعضهم بعضا عن طرق الحل.
وعلى غير المتوقع؛ فالطلبة ليسوا جميعا جامعيين أو من تخصصات مرتبطة بعلم الحاسوب، فلدى الحوار مع الطالب عمّار أفاد بأنه غادر المدرسة من الصف العاشر، ولديه هواية "تهكير الألعاب"، ومن هنا جاءت الرغبة لديه بالالتحاق بالبرنامج.
الطالبة رهف الهباهبة قالت إن برنامج 42 عمّان ليس مجرد مكان لتعلم البرمجة؛ بل هو بيئة تساعدك على النمو كشخص.
وتابعت: "لقد علّمني هذا المكان كيف أتعاون مع الآخرين وأبني صداقات دائمة، كما ساعدني على اكتشاف إمكاناتي وأشعل شغفي بالبرمجة".
فيما قال باسل إسماعيل إن تجربة 42 عمّان غيرت حياته بالكامل، مشيرا إلى أن هناك انطباعا شائعا بأن المبرمجين لا يملكون حياة اجتماعية، وهذا كان حاله قبل الالتحاق بالبرنامج، مضيفا أن التعلم خلال البرنامج طريقة لا تحسن مهاراته البرمجية فقط، بل تعزز أيضا مهارات التواصل لديه.
أما أحمد حرز الله الذي كان طالبا في كلية الطب قبل انضمامه لبرنامج 42 عمّان ثم انتقل لدراسة علوم الحاسوب في الجامعة، فيروي تجربته بشكل تفصيلي حيث قال إن تجربته في الجامعة كانت تقليدية وغير ملهمة، حيث كانت تركز على الكتب والمفاهيم النظرية دون تطبيق عملي، مما جعلها منفصلة عن متطلبات سوق العمل وواقع البرمجة وتطوير البرمجيات.
وأضاف أن تجربته في 42 عمّان بدأت كجزء من أول دفعة في مرحلة الـ Piscineالتي امتدت لشهر مكثف ساعدته على التفكير بطريقة مختلفة.
وأوضح الطالب حرز الله أنه تعلم مفاهيم البرمجة الأساسية في مرحلة الـ Piscine وتطورت لديه القدرة الحقيقية على تعليم نفسه، حيث تعامل مع مشكلات واقعية دفعته إلى تجاوز التحديات السطحية للتعليم التقليدي.
يقول: "جعلني نظام التعلم القائم على إيجاد الحلول للتحديات في 42 عمّان أكثر شغفا بالتعلم، حيث لم يكن الأمر يتعلق فقط بالبرمجة، بل ببناء عادات المثابرة".
ولفت حرز الله إلى أنه بعد انتهاء مرحلة الـPiscine وخلال فترة انضمامه للمرحلة التالية، لم يتوقف عن التعلم.
وتابع: "عند انضمامي إلى مرحلة الـCommon Core بدأت أرى القيمة العملية للأدوات التي نتعلمها مثل مشاريع بناء مكتبة تحتوي على وظائف عدة يمكن استخدامها في مشاريع لاحقة، وتنفيذ معالجة الملفات بمشروع get_next_line، وبناء وإعادة تطوير خاص لوظيفة printF في لغة C والتي شكلت تحولات تعليم حقيقية".
كما التقت "المملكة" مع مديرة برنامج 42 عمّان تينا صويص، للحديث بشكل موسع عن البرنامج بعد جولة استمرت لأكثر من ساعة داخل القاعات وبين الطلبة للاستماع منهم مباشرة عن أثر البرنامج عليهم.
صويص قالت إن برنامج "42" نشأ عالميا في فرنسا في عام 2013 بسبب الحاجة لمبرمجين لديهم مهارات قائمة على التعلم التشاركي وحل المشكلات وبناء المشاريع.
ونوّهت إلى أن هذا البرنامج لا يحتاج لمعلمين ولا يشترط شهادة دراسية محددة أو الالتحاق بأوقات محددة.
ويقوم البرنامج على التعلم المرن التشاركي، حيث لا غرف صفية ولا مدرسين ولا وقت محددا للحضور، وفق صويص.
وأوضحت أن البرنامج انتشر في 56 موقعا موزعة على 32 دولة، حيث يوجد دول لديها أكثر من مركز (فرع).
وبخصوص رحلة الفكرة من فرنسا إلى الأردن، قالت صويص إن الفكرة نشأت من إيمان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني بمواهب الشباب الأردني، حيث تم جلب البرنامج إلى عمّان لإتاحة المجال للشباب في الأردن للتعلم بالتجربة الفرنسية الناجحة ذاتها.
وأوضحت أن البرنامج يندرج ضمن برامج كلية التدريب المهني المتقدم في الأردن، أحد برامج مؤسسة ولي العهد المندرجة تحت مسار المشاركة الاقتصادية، واحد من بين ثلاثة مسارات تعمل عليها المؤسسة. والبرنامج يعمل بالتشارك مع السفارة الفرنسية في عمّان ومنظمة شمس غير الربحية وشركة زين-زينك، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي.
ولفتت إلى أن البرنامج بُدئ العمل به في أواخر عام 2023 من خلال بناء المركز وتدريب الموظفين بمستوى البرنامج الفرنسي ذاته، وفي الأول من كانون الثاني 2024 بدأ باستقبال الطلبات على البرنامج وهنا بدأ العمل الفعلي للبرنامج.
ومع مرور عام على تقديم الطلبات، قالت صويص إن التجربة نجحت في عمّان لاعتبارات عدة؛ أولها عمل البرنامج على مدار الساعة والأسبوع وطريقة التعلم التشاركي، مشيرة إلى أن البرنامج مجاني وأساسه الموهبة، وليس الشهادة.
وقالت صويص إن البرنامج يهدف لحل مشكلة البطالة وتعزيز مشاركة الشباب الاقتصادية عبر توفير مهارات جديدة للطلبة تتيح لهم العمل مع القطاع الخاص.
وكشفت أن عدد المتقدمين للبرنامج منذ بدء التقديم وحتى اليوم قرابة 12 ألف شاب وشابة قدموا للالتحاق بالبرنامج.
وأوضحت أنه جرى دراسة الطلبات وتحليلها، وبناء عليها تقرّر فتح مركز آخر في إربد خلال النصف الأول من العام الحالي وسيتبعه مركز آخر في الجنوب.
وأضافت أن البرنامج موجود في عواصم عربية منها أبو ظبي وبيروت، أما في المملكة المغربية فيتوفر البرنامج بمسمّى جديد هو"1337"، ولديهم قرابة 5 مراكز خرّجت 3 آلاف مبرمج يعدّون من أهم المبرمجين، وهذا أتاح استثمارات جديدة من أوروبا في المغرب بمجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك لوجود مبرمجين يملكون مواهب، وهذا المأمول بأن يحدث في الأردن كأثر للبرنامج مستقبلا.
وشدّدت صويص في حديثها على أن التعلم في 42 عمّان القائم على التعلم التشاركي دون محاضرات يحفز الطالب على التعاون مع من هم حوله والبحث عن المعلومة، وهو نمط متبع بكل المراكز الموجودة خارج الأردن، مؤكدة أن التعلم ببرنامج 42 عمّان يجري بالطريقة القائمة في الدول الأخرى ذاتها، والتي لديها نسب توظيف وصلت إلى 100% بعد إنهاء مراحل البرنامج واكتساب المهارات الجديدة.
وأوضحت أن الطلبة يتعلمون من بعضهم بعضا ويتشاركون في حل التحديات الواجب تجاوزها، مضيفة أن الطلبة دون تلقين يكون لديهم حافز أكبر للبحث عن المعلومة والاعتماد على الذات وتعلم طرق الحل مع أقرانهم، إضافة لإمكانية أن يسأل الطالب أقرانه خارج الأردن مثل أبو ظبي أو سنغافورة أو غيره من الدول التي توفر البرنامج (حول العالم).
ووصفت صويص طريقة التعلم هذه (التعلم التشاركي) بـ "سحر التعلم"، مشيرة إلى أن البرنامج يخلق روح المبادرة والتعلم الاجتماعي (مهارات حياتية) عبر التواصل المباشر.
"البرنامج يمنح مهارات فنية واجتماعية" وفق صويص التي أكدت أنه خلال رحلة الدراسة يجري إنجاز 16 مشروعا حقيقيا لأنّ التعلم عملي دون جوانب نظرية.
وأوضحت أنه يوجد عدد من طلاب المنهج الأساسي وطلاب الـPiscine ما يقارب 250 طالبا يتوافدون إلى البرنامج بأوقات مختلفة، لأنّ البرنامج يعمل على مدار الساعة.
ولفتت إلى أنه يوجد مختبران يحملان أسماء لأخطاء فنية مرتبطة بعالم البرمجة وفيهما 150 جهاز حاسوب، موضحة أن الأهم ليس عدد الأجهزة، بل طريقة التعلم القائمة على المشاركة وإتاحة القدوم للمركز على مدار الساعة والأسبوع.
وفي حديثها عن رحلة الطالب قالت: "ليس المطلوب توفير 12 ألف جهاز حاسوب بناء على عدد المتقدمين وإنما البرنامج يقوم على رحلة كاملة تجعل الطالب متأكدا من خياره وقراره".
وشدّدت على أن الحضور للبرنامج غير مرتبط بحضور وغياب.
المرحلة الثانية
وتابعت صويص بأن أول خطوة في رحلة الطالب عند التسجيل هي قيامه بلعب لعبتين المنطق والذاكرة، وبناء عليها يأخذ علامة نجاح أو رسوب وتستمر مدة اللعبتين لقرابة ساعتين.
وأوضحت أن من لم ينجح في اللعب يمكنه التقديم مجددا، ومن نجح يذهب إلى مرحلة جديدة (البسين) ومدتها 26 يوما، وهنا يجب أن يكون الطالب متفرغا بهذه المرحلة لأنها مرحله مكثفة وتتطلب جهودا.
ولدى سؤالها عن سبب وجوب التفرغ في هذه المحطة أوضحت صويص أن الهدف فيها هو التأكد من انضباط الطالب وقدرته على العمل تحت الضغط وضمن فريق.
وعند سؤال صويص عن صعوبة تفرغ الشخص لـ26 يوما على مدار الأسبوع في هذه المحطة قالت: "صحيح، ولكن هذه المرحلة تتطلب ذلك مع إمكانية أن تكون بفترة مسائية ولا تقتصر على الفترة الصباحية".
وبشأن نسب الإناث للذكور قالت إن النسب مرضية ونتطلع لأن تكون هذه الفرصة دائما متاحة للجنسين، ويعود ذلك لمرونة البرنامج إضافة إلى أنه يناسب الفتاة التي لديها أسرة أو لا تملك فرصة عمل وغير ذلك.
ولدى سؤالها عن قصة لفتتها خلال متابعتها للطلبة قالت صويص: "يوجد طالب أنهى الصف العاشر ولم يكمل الدراسة، وهو الآن طالب بالبرنامج وبمرحلة متقدمة(...) أيضا يوجد طالبة بالبرنامج هي طبيبة على مقاعد الدراسة وانضمت إلى 42 عمّان وتريد دمج التكنولوجيا الحديثة مع الطب في رحلة المريض مثل ربط الذكاء الاصطناعي بالتشخيص".
وشددت صويص على أن التعليم حق وخيار لكل طالب، ولكننا لا نريد أن يبقى الحق بالتعلم مرتبطا بالظروف وعلامة الثانوية العامة وغيرها من العوامل، ما نريده أن نبقى سباقين بالتكنولوجيا لوجود مواهب أردنية لديها فرص.
وبشأن أثر البرنامج على الطالب قالت صويص إن برنامج 42 عمّان يعمل بشراكة حقيقية مع شركات تكنولوجيا المعلومات، موضحة أن التكنولوجيا تدخل جميع القطاعات وليست قطاعًا وحدها الآن.
وبينت أن البرنامج يعمل على مسارات متسارعة ومناهج تخضع للتدقيق دوريا قد تحدث لكل شهر أو أسبوع وفقا لأحدث الأسس المرتبطة بقطاع تكنولوجيا المعلومات.
وعن شرط إتقان اللغة الإنجليزية للالتحاق بالبرنامج قالت صويص إن إتقان الإنجليزية ليس شرطا للقبول، مشيرة إلى أن الضعف باللغة الإنجليزية سببه عدم توفر الممارسة، وفي هذا البرنامج يمكن التعلم من خلال الطلبة إضافة للمصادر المتاحة عبر شبكة الإنترنت.
وشدّدت على أن ثمّة طلبة بالبرنامج في دول أخرى لغتهم الأساسية ليست الإنجليزية.
وبشأن الطلبة الموجودين في البرنامج قالت إنهم من شتى محافظات المملكة.
وأوضحت أنه جرى التعاقد مع شركة حكومية مع أمانة عمّان الكبرى لتوفير وسيلة نقل مجانية للطلبة، من خلال بطاقات معفاة تتيح استخدام الباص سريع التردّد للوصول إلى مقر البرنامج في منطقة عبدون في العاصمة عمّان.
وعن بيئة التعلم قالت إن التعلم يجري في بيئة نظيفة؛ حيث لا تدخين داخل المكان ولا استخدام للأوراق عند تقديم طلبات الالتحاق بالبرنامج.
وبخصوص اقتصار البرنامج على الأردنيين قالت إن البرنامج متاح لكل الشباب في الأردن، حتى لو لم يكونوا مواطنين؛ لأن البرنامج يبحث عن الموهبة أساسا.
وتحدثت صويص عن أن قرابة 15 طالبا غير أردني التحقوا في المنهج الأساسي ببرنامج 42 عمّان.
المملكة
0 تعليق