جمال مقدمي في ذمة الله: نهاية رجل من أنبل وأصدق الرجال

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جمال مقدمي في ذمة الله: نهاية رجل من أنبل وأصدق الرجال, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 02:10 مساءً

جمال مقدمي في ذمة الله: نهاية رجل من أنبل وأصدق الرجال

نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 12 - 03 - 2025

2347021
برحيله في ذروة شهر رمضان المعظم فقدت تونس واحدا من رموز الحرية كانت له صولات وجولات في الحركة الطلابية ومفاصل الحياة السياسية على امتداد نصف قرن من الزمن.
«جمال مقدمي» الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أمس الأول الثلاثاء في المستشفى العسكري بتونس بعد معاناة صامتة مع المرض هو بكل المقاييس اختزال لمفهوم التحرّر الوطني والإنساني وسليل عائلة شريفة صاغت بالدم والصدق والزهد ملاحم خالدة في النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم والنضال الفلسطيني والعربي ضد الحركة الصهيونية النازية مجسّدة بذلك التلاقح التاريخي بين تونس والقدس الشريف قلعة الحق ومنبت السلام.
هو واحد من مؤسسي حركة الوطنيين الديمقراطيين «وطد» والجبهة الشعبية التي قامت عام 2011 لصد المشروع الإخواني الرجعي دفاعا عن الدولة الوطنية والنظام الجمهوري وهو أيضا واحد من الشخصيات الوطنية التي انخرطت بثقلها في نحت الثورة الثقافية المنبثقة عن مسار 25 جويلية لا سيما من خلال تأسيس مبادرة «لينتصر الشعب» تزامنا مع الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية 2022 كما يعد من أفراد العائلة الموسعة لمؤسسة «دار الأنوار» التي كان شقيقه الراحل رؤوف مقدمي أحد أبرز أقلامها.
كما يحمل الراحل جمال مقدمي إرث عائلة أصيلة منطقة المظيلة من ولاية قفصة قدمت الدم في سبيل السيادة الوطنية ونصرة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني الشقيق حيث يظل ابن عمه الشهيد «عمران مقدمي» شعلة مضيئة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي فقد قاد يوم 26 أفريل 1988 تحت راية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هجوما مباغتا على ثكنة عسكرية اسرائيلية في «إصبع الجليل» شمال فلسطين المحتلة محققا بذلك السبق في كسر أسطورة التفوّق العسكري الصهيوني خلال هذه المعركة الشهيرة التي استمرّت 12 ساعة وأدت إلى مصرع 7 جنود صهاينة منهم ضابطان أحدهما برتبة عقيد علما أن هذه العملية جاءت في نطاق الثأر لاغتيال الزعيم الفلسطيني «أبو جهاد» في ضاحية سيدي بوسعيد من قبل جهاز الموساد.
وبالمحصّلة فقدت تونس برحيل جمال مقدمي رجلا صاحب رؤيا وثوابت متشبعا بعقيدة التحرّر الوطني والنضال الصادق المتجرّد من أجل عزة تونس.
عبيد البريكي: شخصية متفرّدة جمعت بين صلابة النضال ورفعة الأخلاق
وعلى هذا الأساس وصفه عبيد البريكي رئيس حزب تونس إلى الأمام بالمناضل الوطني الصلب مؤكدا أن المفردات اللغوية قد تعجز عن تشخيص خصاله المتفرّدة التي جمعت بين النضال ورفعة الأخلاق ومعتبرا رحيله خسارة كبيرة للعائلة الوطنية التقدمية ولا سيما رفاقه في حركة وطد.
عبد المجيد بلعيد: مناضل صلب وشرس كان من أبرز الرفاق المقرّبين من شكري بلعيد
ومن جهته أكد الناشط السياسي عبد المجيد بلعيد أن الراحل كان من رفاق الشهيد شكري بلعيد المقربين منذ أيام النضال الطلابي في ثمانينات القرن الماضي واصفا إياه بالمناضل الشرس والصلب الذي مارس قناعاته حتى على نفسه حيث قاوم الاستبداد في زمن بورقيبة وبن علي كما انخرط في الصراع الوطني المرير ضد المشروع الرجعي الإخواني وتحمّل ضغوطات كبيرة وصلت إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية.
وتابع أن الفقيد انخرط أيضا في مشروع «الرئيس قيس سعيد» منذ عام 2011 كما كان من أبرز مؤسسي مبادرة «لينتصر الشعب» التي انبثقت عنها كتلة في البرلمان.
مباركة البراهمي: رجل وطني شجاع تاريخه حافل بالتضحيات
ومن جهتها قالت مباركة البراهمي لقد فقدت تونس برحيل جمال مقدمي رجلا وطنيا شجاعا تاريخه حافل بالتضحيات في الحركة الطلابية والحياة السياسية الوطنية مؤكدة أن الفقيد الذي كان يعلي راية الشهداء جمعته علاقات محبّة واحترام بالشهيد محمد براهمي.
وعلى الصعيد الشخصي أكدت مباركة البراهمي أنها فقدت أخا عزيزا معتبرة نبأ وفاته انتكاسة كبيرة..
زهير حمدي: نموذج للمناضل الوطني المتعفّف الزاهد
ومن جانبه، أكد زهير حمدي أمين عام التيار الشعبي أن جمال مقدمي نموذج للمناضل المتعفّف الزاهد مشيرا إلى أنه عرف الفقيد منذ أيام الطفولة أثناء الدراسة الثانوية في معهد المكناسي ثم في الحركة الطلابية قبل أن يتجدد اللقاء بعد قيام مسار 25 جويلية من خلال تأسيس مبادرة لينتصر الشعب.
وتابع أن الفقيد كان خلال مراحل تشكل هذه المبادرة مثالا في العطاء والتضحية ونكران الذات ورفعة الأخلاق حيث رافقه في جولات مكثفة شملت أغلب جهات البلاد واللقاءات التي أدت إلى تأسيس كتلة لينتصر الشعب في مجلس النواب والحوارات مع باقي الكتل. * الفقيد مع شكري بلعيد
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق