في خطوة يمكن أن تكون بمثابة تحول سياسي هام في السويداء، كشفت وسائل الإعلام السوري عن وثيقة تفاهم بين الحكومة السورية والزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري.

الوثيقة، التي وصفها المصدر بأنها "غير نهائية"، تتعلق بآلية اندماج محافظة السويداء في مؤسسات الدولة السورية. 

ومع ذلك، أثارت هذه الوثيقة تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه المفاوضات وتأثيرها على مستقبل المحافظة.

الوثيقة: طلبات وليس اتفاقًا نهائيًا

وفقا لوسائل الإعلام عن مصادر من الرئاسة الروحية للطائفة، فإن الوثيقة التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي تحتوي على سلسلة من الطلبات المقدمة إلى الإدارة السورية الجديدة، وليست اتفاقًا حاسمًا. 

وتضمنت الوثيقة مجموعة من النقاط التي تشدد على ضرورة تنفيذ العديد من الإجراءات بشكل فوري، من بين تلك المطالب، كان هناك طلبات بتفعيل الضابطة العدلية فورًا، وتفعيل الملف الشرطي والأمني ضمن وزارة الداخلية، بالإضافة إلى تنظيم الفصائل المسلحة في وزارة الدفاع.

كما تضمنت الوثيقة طلبات مالية وإدارية، من أبرزها صرف الرواتب المتأخرة للموظفين بشكل فوري، وإعادة النظر في فصل الموظفين قبل تاريخ 8 ديسمبر الماضي. 

كما طالبت الوثيقة بتحقيق إصلاحات شاملة في المؤسسات الحكومية وتعزيز السلم الأهلي في المنطقة.

التزام الحكومة السورية بتنفيذ الطلبات

وأشارت وسائل الإعلام السوري إلى أن موفد الإدارة السورية الجديدة تعهد بتنفيذ تلك الطلبات، إلا أن هناك العديد من الملفات الأخرى التي لا تزال قيد التفاوض. 

لم يتم تحديد جدول زمني دقيق لتنفيذ هذه المطالب، ما يترك العديد من الأسئلة حول مدى استجابة الحكومة السورية لهذه التفاهمات، ومدى استعدادها لتنفيذ التغييرات في محافظة السويداء بشكل كامل.

الحديث عن دمج السويداء في الدولة السورية: هل هو اتفاق نهائي؟

وفي تطور آخر، تناولت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة أنباء عن توصل الحكومة السورية إلى اتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء لدمج المحافظة بشكل كامل في مؤسسات الدولة. 

ومع ذلك، لم يصدر أي تأكيد رسمي من الزعيم الروحي للطائفة الدرزية حول هذا الاتفاق، مما يترك المجال مفتوحًا للتكهنات.

التحركات الأمنية في السويداء: دور "رجال الكرامة"

من جانبه، أكد الشيخ ليث البلعوس، قائد حركة "رجال الكرامة"، أن الحركة تعمل على تفعيل الأمن العام في السويداء، مشيرًا إلى أن عناصر الأمن سيكونون من أبناء المحافظة. 

البلعوس أضاف في تصريحات لوسائل الإعلام أن الحركة تتبنى منذ البداية مبدأ أن "هذه الدولة هي دولتنا ووجهتنا الحقيقية"، ما يعكس رغبة قوية في تحقيق التوازن بين التفاوض مع الحكومة السورية والاحتفاظ بالسيادة المحلية.

هل سيشكل التفاهم خطوة حاسمة في استقرار السويداء؟

مع تعقيد الوضع السياسي والأمني في محافظة السويداء، يبقى التساؤل الأبرز: هل ستكون هذه الوثيقة خطوة حقيقية نحو دمج السويداء في الدولة السورية بشكل كامل، أم أنها مجرد اتفاقات مؤقتة لا تؤدي إلى تغييرات ملموسة في الواقع؟ وهل ستتمكن الحكومة السورية من الوفاء بوعودها، أم أن المفاوضات ستستمر لأمد طويل؟