يشهد قطاع الطيران الأمريكي تراجعًا في ثقة المستهلكين بعد وقوع حادثتين كبيرتين أثرتا بشكل مباشر على الطلب على السفر الجوي. وأقرّ المسؤولون التنفيذيون في شركتي دلتا للطيران وأمريكان إيرلاينز بأن هذه الحوادث أدت إلى تباطؤ مبيعات التذاكر، إلى جانب تأثير التقلبات الاقتصادية على قرارات المسافرين.

وأكد إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا للطيران، أن حادثة تحطم طائرة أمريكان إيرلاينز مع مروحية بلاك هوك تابعة للجيش الأمريكي في واشنطن يناير الماضي، بالإضافة إلى انقلاب طائرة دلتا أثناء الهبوط في تورنتو الشهر الماضي، كان لهما تأثير نفسي قوي على المسافرين. ونتيجة لذلك، قامت دلتا بخفض توقعات نمو إيراداتها الفصلية بنسبة 50%، مما يعكس تأثيرًا واضحًا على السوق.

من جهته، أشار روبرت إيسوم، الرئيس التنفيذي لشركة أمريكان إيرلاينز، إلى أن هذه الحوادث أثرت بشكل مباشر على توقعات الإيرادات، مما دفع الشركة إلى خفض تقديرات النمو للربع الحالي إلى 0% مقارنة بالعام الماضي، بعدما كانت التوقعات تشير إلى نمو بين 3% و5%.

وبالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بسلامة الطيران، ساهم عدم اليقين الاقتصادي في تراجع حجوزات السفر. وشهدت الأسابيع الأخيرة حوادث أخرى زادت من القلق العام، حيث كادت طائرة تابعة لـساوث ويست إيرلاينز أن تصطدم بطائرة خاصة في مطار شيكاغو ميدواي، مما اضطرها إلى إلغاء الهبوط في اللحظة الأخيرة.

تحقيقات مستمرة وانتقادات لإجراءات السلامة
يجري المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) تحقيقًا في الحادثين الكبيرين، مع توقع صدور تقرير أولي بشأن حادث واشنطن قريبًا. وتشير النتائج الأولية إلى أن مروحية بلاك هوك ربما تعرضت لعطل في مقياس الارتفاع، مما أدى إلى الحادث القاتل.

وفي سياق متصل، دعا إيلون ماسك، بصفته رئيسًا لإدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، إلى إصلاح شامل لأنظمة مراقبة الحركة الجوية، مقترحًا تكنولوجيا سبيس إكس كبديل محتمل. ومع ذلك، حذر النقاد من أن تقليل أعداد موظفي مراقبة الحركة الجوية كجزء من خطط خفض التكاليف قد يؤدي إلى زيادة مخاطر السلامة في قطاع الطيران.