رحلة العمرة.. روحانية الطواف والسعي نحو الصفاء

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة العمرة.. روحانية الطواف والسعي نحو الصفاء, اليوم السبت 15 مارس 2025 03:33 مساءً

بينما تهفو قلوب الملايين إلى بيت الله الحرام، تبرز رحلة العمرة كواحدة من أعظم التجارب الروحانية التي يعيشها المسلم في حياته، إذ تحمل بين طياتها معاني الطاعة والخشوع، وتفتح أبواب المغفرة والرحمة لمن يؤديها بإخلاص.

وعلى الرغم من اختلاف الفقهاء حول وجوبها، إلا أن فضلها عظيم وأجرها مضاعف، خاصة حين تُؤدى في أجواء مليئة بالإيمان والسكينه، طبقا لـ تحيا مصر.

صلاة

أول خطوة: الإحرام والانطلاق نحو القدسية

قبل الشروع في أداء مناسك العمرة، يبدأ المعتمر بالإحرام، وهي الحالة التي يخلع فيها المسلم ثياب الدنيا ليرتدي ثوبًا أبيض بسيطًا، رمزًا للمساواة بين جميع المسلمين أمام الله. تتعالى أصوات التلبية من القلوب قبل الألسن: "لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك"، فينطلق الحجاج من مختلف بقاع الأرض، يحملون أشواقهم ورجاءهم في نيل المغفرة والرضوان.

الطواف: دوران في حضرة الرحمن

مع وصول المعتمر إلى المسجد الحرام، تتجلى لحظة الطواف حول الكعبة المشرفة. سبعة أشواط تذيب الفواصل بين الدنيا والآخرة، حيث تفيض العيون بالدموع، والقلوب تخفق بخشوع. 

ويبدأ الطواف من أمام الحجر الأسود، وعند كل شوط، يتجدد الدعاء ويزداد التضرع، وكأن المعتمر يدور في فلك النور الإلهي، يطلب القرب والمغفرة.

الصلاة عند المقام وشرب زمزم و استراحة الروح

بعد الطواف، يتوجه المعتمر إلى مقام إبراهيم، حيث يصلي ركعتين بخشوع، مستحضرًا قوله تعالى: "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى". ثم يتوجه إلى ماء زمزم، ذلك النبع الطاهر الذي ارتوى منه الأنبياء، فيشرب بنية الطهر والتجدد، مستشعرًا بركة هذا الماء المبارك.

السعي بين الصفا والمروة: خطوات في درب الإيمان

سبعة أشواط أخرى بين جبلي الصفا والمروة، تحاكي سعي السيدة هاجر بحثًا عن الماء، فتتجلى معاني الصبر والتوكل على الله، مع كل خطوة، يشعر المعتمر بأنه يعيد إحياء قصة الإيمان والثقة برحمة الله، فيردد "إن الصفا والمروة من شعائر الله"، وهو يتنقل بين الجبلين بقلب ينبض باليقين.

حلق الشعر رمزًا للتجدد

تأتي الخطوة الأخيرة في العمرة بحلق شعر الرأس أو تقصيره، وهي إشارة إلى تجدد العهد مع الله، وبدء صفحة جديدة من النقاء والتوبة. 

وهكذا تنتهي رحلة العمرة، لكنها تبقى محفورة في القلب، تُعيد الروح إلى فطرتها، وتُعطي للحياة بعدًا أكثر طهرًا وإشراقًا.

العمرة عبادة تطهر القلوب

لا تتوقف بركات العمرة عند أداء المناسك فحسب، بل تمتد إلى آثارها الروحية العميقة، حيث تُغفر الذنوب، ويُمحى الفقر، ويُفتح للمؤمن باب جديد من الرحمة والمغفرة. 

وإن أديت في رمضان، فإن فضلها يعادل الحج، فتكون بمثابة رحلة مضاعفة في الأجر والقرب من الله.

تبقى العمرة تجربة فريدة، تُعيد ترتيب الأولويات، وتُذكر المسلم بجوهر العبادة، فتغدو رحلة في الأرض، ولكنها في حقيقتها ارتقاء في السماء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق