نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”مكالمة مؤثرة من داخل القضبان: الصحفي محمود ياسين يكشف تفاصيل لقاء هاتفي مع المعتقل محمد المياحي”, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 07:26 مساءً
في تطور إنساني مؤثر، كشف الصحفي اليمني البارز محمود ياسين عن تفاصيل مكالمة هاتفية جمعته بالمعتقل محمد المياحي، في منشور نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
جاءت هذه المكالمة لتلقي الضوء على وضع المياحي داخل السجن، وسط مشاعر متداخلة بين الفرح والأسى.
مكالمة غير متوقعة
بدأ محمود ياسين منشوره بسرد اللحظات الأولى التي دخل فيها صوت المياحي إلى أذنه عبر خط الهاتف. يقول ياسين: "اتصل محمد المياحي للتو، من رقم مقيد".
تلك الكلمات القليلة كانت كافية لإحداث ارتباك عاطفي ممزوج بالفرح والمفاجأة، حيث استقبل الصوت المألوف بترحيب حار واختلاط المشاعر بين الفرح بلقائه وبين التساؤلات عن حاله وصحته.
"كدت أبكي"، يضيف ياسين، في إشارة إلى العواطف الجياشة التي غمرته عندما سمع صوت صديقه الذي كان بعيداً عن الأنظار لفترة طويلة.
لكن ما لفت انتباهه أكثر هو حالة المياحي النفسية خلال المحادثة؛ إذ بدا صوته "يقظاً وهو بخير وعلى درجة من التماسك المطمئن".
تحولات داخل الزنزانة
تحدث المياحي خلال المكالمة عن تحولات كبيرة طرأت عليه أثناء فترة اعتقاله. قال إنه استغل وقته في السجن لحفظ القرآن الكريم، مما يعكس قوة إرادته وقدرته على التكيف مع ظروف قاسية.
كما أضاف بثقة أنه أصبح "نسخة من الرومي"، في إشارة إلى الفيلسوف والمتصوف الشهير جلال الدين الرومي، الذي يُعرف برسائله الروحية العميقة.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما سأل المياحي بصوت هادئ: "مو عادهم يشتوا؟"، وكأنه يشير إلى أن قضيته قد تكون أصبحت أقل تعقيدًا أو أن هناك بوادر لحل قريب.
هنا، وجه ياسين سؤالاً حساساً للمياحي حول ما إذا تعرض لأي نوع من التعذيب أو الإيذاء النفسي أو الجسدي. رد المياحي كان واضحاً ومباشراً: "مطلقاً، يعاملوني بكل احترام".
الجانب الإنساني للأزمة
على الرغم من الطمأنينة التي حملها صوت المياحي، لم يستطع ياسين تجاهل الجانب المؤلم من حديثه. فالسجن، حتى لو كان خالياً من التعذيب الجسدي، يظل تجربة قاسية تترك أثراً عميقاً على النفس البشرية.
ويقول ياسين: "لا يهم الآن الخوض في أسباب اعتقاله وما يمكنه أو لا يمكنه قوله"، لكنه أكد أن الحس العميق بين الأصدقاء يجعله متأكداً أن المياحي "بخير"، رغم كل شيء.
إلا أن وجع الغياب عن الأحبة هو الجرح الذي لا يندمل. يروي ياسين أن المياحي تحدث بلهجة ثقة غريبة عندما تحدث عن إمكانية مغادرته السجن، وكأنه يعتقد أن بإمكان الصحفي التأثير على الجهات المعنية لإطلاق سراحه. هذا الوهم البسيط يعكس حجم الألم الذي يعيشه المياحي بعيداً عن عائلته وأطفاله.
وفي لحظة مؤثرة، قال المياحي: "اشتي أتروح أبصر اطفالي يوم فقط ويرجعوني السجن". كلمات بسيطة، لكنها تحمل في طياتها آلاف المشاعر والأمنيات المستحيلة.
فكل ما يتمناه الرجل هو رؤية أطفاله ولو لمرة واحدة، قبل أن يعود إلى زنزانته.
رسالة إلى المجتمع والجهات المعنية
اختتم محمود ياسين منشوره بتوجيه رسالة ضمنية إلى المسؤولين والمجتمع، حيث أعرب عن ابتهاجه بصوت المياحي وتحسن حالته النفسية، لكنه أشار أيضاً إلى وجع السجن الذي لا يزول إلا بعودة الحرية.
وأكد أن القضية ليست مجرد قصة شخصية، بل هي قضية مجتمع بأكمله يحتاج إلى حلول عادلة وإنسانية.
تفاعل الجمهور
لاقى المنشور تفاعلاً كبيراً من قبل متابعي ياسين على "فيسبوك"، حيث عبر الكثيرون عن تعاطفهم مع المياحي ودعوا إلى إطلاق سراحه.
واعتبر البعض أن هذه القصة تمثل نموذجاً حياً للتحديات التي يواجهها المعتقلون في السجون، داعين إلى تعزيز الجهود الحقوقية والإنسانية لتحسين ظروفهم.
0 تعليق