نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“إهانة” زيلينسكي في البيت الأبيض.. هكذا تتعامل أميركا مع أدواتها, اليوم الخميس 6 مارس 2025 08:50 مساءً
ما حدث مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وما تعرض له من إهانات واضحة على يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه جيمس ديفيد فانس أمام عدسات الكاميرات، يدل بوضوح على كيفية تعامل المسؤولين الأميركيين مع حلفائهم والجهات التابعة لهم. فسواء كانوا رؤساء أو ملوكاً وأمراء، أو أنظمة وحكومات، أو حتى جمعيات ومنظمات، فإنهم لا يُعاملون إلا كأدوات تُستخدم لخدمة المصالح الأميركية.
مشهد مُحضّر مسبقاً
من حيث الشكل، بدا واضحاً أن المشهد كان مُحضّراً مسبقاً، حيث تم استدعاء زيلينسكي واستدراجه إلى هذا الموقف المهين، بهدف تهشيم صورته بطريقة استعراضية على الطريقة الترامبية، وإجباره على تقديم “الشكر” للولايات المتحدة ورئيسها، والاعتراف بأنه بلا دعم واشنطن لم يكن ليستمر في مواجهة روسيا. وهذا ضمناً يؤكد التورط الأميركي في التلاعب بأمن روسيا وأوروبا والعالم، عبر التهديد بحرب عالمية، وهو أمر تحدث عنه ترامب نفسه خلال المشادة الكلامية مع زيلينسكي.
إهانة ممنهجة أم حالة فردية؟
إدارة الحروب والمصالح
حول هذه التساؤلات، قال مدير “المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء”، الدكتور زكريا حمودان، إن “ما حدث أمام مرأى العالم من مشهد استعراضي بين ترامب وزيلينسكي يشير إلى أن الرئيس الأميركي يرسل إشارة واضحة بأنه هو من يتحكم بهذه الحروب التي تشتعل بين الحين والآخر، وأن أميركا هي من تديرها وتدعمها”. وأضاف أن “هذه إشارة إلى أن الأميركيين يشعلون الحروب بهدف التفاوض لاحقاً على إنهائها مقابل تحقيق مكاسبهم”.
واعتبر حمودان أن “الأميركيين يتفاوضون مع الأوروبيين والروس حول الحرب الأوكرانية، وهذا يؤكد أن زيلينسكي ليس سوى أداة تم التلاعب بها إعلامياً لتحقيق مكاسب أميركية في أوروبا وضد روسيا، وفي صفقات المعادن مع أوكرانيا”.
تسويات أم حروب؟
وأوضح حمودان أن “الفترة المقبلة قد تشهد انقساماً أميركياً – أوروبياً محدوداً، لكن في النهاية، الجميع يتحدث عن السلام”. واعتبر أن “هناك جهة رئيسية تدير اللعبة الكبرى في العالم، ربما تكون دولة عميقة تسعى لتحقيق مكاسب مالية واقتصادية بالدولار، بهدف تحقيق توازن جيو-اقتصادي – سياسي، وهي من ستتولى إدارة الملف وتقديم ما يريده ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. وأضاف: “مثل هذه التسوية لن تقتصر على أوكرانيا فقط، بل ربما تشمل عدة ملفات دولية أخرى”.
وأشار حمودان إلى أن “هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار الدولار، لذلك، يُقال إن ترامب يخوض معركة للدفاع عن الدولار بشكل غير مباشر”. وتابع “ما نشهده اليوم من سياسات أميركية خارجية، يبدو أنه يستند إلى هذا البعد المالي والجيو-اقتصادي”.
المصلحة الأميركية فوق كل شيء
يبقى التذكير بأن الإدارة الأميركية لا تبحث سوى عن مصالحها في العالم، وعن أمن كيان العدو الإسرائيلي في منطقتنا. أما غير ذلك، فلا يعنيها إلا بقدر المكاسب التي يمكن تحقيقها من أي علاقة أو حرب أو صفقة. وبالتالي، على من يقيم علاقة مع الأميركيين أن يدرك أنه لا ضمانة ولا دعم مطلق له من البيت الأبيض، ويمكن التخلي عنه في أي لحظة، طالما أن المصلحة الأميركية تتطلب ذلك.
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :