نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من “7 أكتوبر” إلى “أولي البأس”.. الاعترافات الإسرائيلية بالفشل تتوالى, اليوم الجمعة 7 مارس 2025 11:11 مساءً
المتابع لمسار الأحداث منذ انطلاق العدو الإسرائيلي على قطاع غزة ومن ثم بدء العدوان الواسع على لبنان، يدرك أن العدو فشل في تحقيق سلسلة الأهداف التي أعلنها في الساحتين بمواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة الإسلامية في لبنان.
ففي غزة، عجز عن القضاء على المقاومة، كما عجز عن استعادة أسراره في غزة إلا بعد وقف إطلاق النار والتفاوض مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، كما عجز عن رسم مشهد اليوم التالي بدون حماس في القطاع.
وكذلك في لبنان، خلال معركة “أولي البأس”: فشل العدو في إعادة المستوطنين إلى الشمال، كما عجز العدو ليس فقط في القضاء على حزب الله، بل فشل في التقدم داخل الأراضي اللبنانية لسحب سلاح المقاومة، وانتظر بدء مهلة الـ60 يومًا المنصوص عليها لانسحابه من الأراضي المحتلة ليغول أكثر ويمعن في تخريب القرى الحدودية التي لم يتمكن من الدخول فيها سوى عشرات الأمتار خلال العملية العسكرية، مستفيدًا من الغطاء والدعم الأمريكي والغياب التام للجنة الإشراف على تطبيق إعلان وقف إطلاق النار، ومن عجز الدولة اللبنانية عن فرض انسحابه، حيث تعتبر السلطة التنفيذية اللبنانية أنها قادرة على تحرير لبنان من خلال السبل الدبلوماسية.
علما أن لبنان اختبر تاريخيا مكر وخداع العدو الإسرائيلي وعدم احترامه لأي التزامات، وبالتالي لا يمكن التصديق أن هذا الكيان السرطاني المعادي لشعوب وبلدان هذه المنطقة قد يلتزم في يوم من الأيام بتعهدات أو أنه قد يركن إلى قرار دولي من هنا أو اتفاق ما لاحترام سيادة وحقوق لبنان أو فلسطين أو أي دولة من دول المنطقة. فهذا الكيان، كما الولايات المتحدة الأمريكية، ما يهمه هو مصالحه فقط دون أي اعتبار آخر، وبالتالي طالما أنه مدعوم أمريكيًا وغربيًا، فهو سيبقى يمارس الغطرسة التي اعتاد عليها، ولن يوقفه في يوم من الأيام إلا لغة القوة ممثلة بالمقاومة. وأي أمر آخر هو مضيعة للوقت ولن يوصل إلى أي نتيجة.
وبالسياق، بدأت نتائج التحقيقات التي تُعلن في كيان العدو من قبل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية المختلفة، وعلى رأسها “الشاباك”، تظهر مدى الفشل الاستخباراتي الذي ترافق مع عملية “طوفان الأقصى”. كما تبرز الاعترافات الإسرائيلية لكثير من الجنود عن مدى الخسائر التي تلقاها العدو داخل غزة وجنوب لبنان خلال المعارك، على الرغم من التكتم الإعلامي والرسمي الإسرائيلي بهدف الحفاظ على معنويات المستوطنين.
فما هي الدلالات من وراء هذه الاعترافات الإسرائيلية؟ وأي نتائج لهذه الاعترافات، وكيف ستنعكس في الفترة المقبلة على مستوى الحكومة ورئاستها ومصير بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤولين؟ وكيف ستؤثر هذه النتائج على الجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية وبشكل عام على مستقبل الكيان؟
وأضاف علامة أن “الردع: يتمثل في فشل الكيان في حماية المستوطنين بعد الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر، حيث أظهر أن مفهوم الردع الذي كانت تعتمد عليه إسرائيل لعقود قد انهار، وكان الرأي السائد أن حماس مردوعة، لكن الهجوم كشف عن ضعف في تقديرات الجيش الإسرائيلي وأجهزته الاستخباراتية”، وتابع “أما الحسم: فيتمثل في أن التوقعات كانت قائمة على أن إسرائيل ستتمكن من القضاء على حماس بشكل كامل عسكريا وسياسيا، لكن هذا لم يتحقق، حرب غزة كانت أكثر تعقيدًا بكثير مما كانت تتصور إسرائيل، واستمرار حماس في مواجهة الهجمات يعكس فشلًا في استراتيجيات الحسم التي كانت تعتمد عليها القيادة الإسرائيلية”.
ولفت علامة إلى أن “الإنذار: كان بناءً على التقارير الاستخباراتية، حيث كان من المفترض أن تكون إسرائيل على علم بما سيحدث في 7 أكتوبر، لكن الاستخبارات فشلت في تحذير الحكومة بشكل كاف”، واضاف “وفقا للعديد من التقارير، لم يُتخذ أي تحرك استباقي ضد حماس قبل الهجوم، مما أدى إلى المفاجأة الكبيرة التي شكلت تحديًا عسكريًا ضخمًا”.
وأوضح علامة أن “النتائج السياسية والعسكرية تركزت حول تفكيك العلاقة بين اليمين واليسار، خاصة في إطار الخلافات بين نتنياهو وزملائه في اليمين، مثل سموتريتش وبن غفير، الذين يطالبون بعودة تصعيد الحرب ضد حماس”، وأضاف أن “فشل الجيش الإسرائيلي في التقدير السليم لاحتياجات المرحلة أدى إلى انقسام داخل المؤسسات العسكرية، بما في ذلك الخلافات الحادة بين رئيس الأركان السابق ورئيس الأركان الجديد، والتي لم تُحل بعد”.
وأكد علامة أن “من بين النتائج المؤلمة للكيان لهذه الهزيمة العسكرية هو انهيار العقيدة القتالية التي كانت تعتمد على الردع والحسم، مما دفع إلى الحاجة إلى إعادة بناء هذه المفاهيم بشكل جذري”، وتابع “كان من أبرز النتائج السلبية أيضا فشل خطة الإطار الاستراتيجي التي كانت تعتقد القيادة العسكرية الإسرائيلية أنها ستسمح بالتحكم في الوضع، لكن الواقع كان مفاجئا”، وأضاف “قد أشار التحقيق الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن التصور الخاطئ الذي كان سائدًا بأن الحروب لا تبدأ إلا بعد تصعيد تدريجي هو الذي أدى إلى مفاجأة 7 أكتوبر”.
ورأى علامة أنه “في الخلاصة، يبدو أن إسرائيل تواجه أزمة متعددة الأبعاد تتعلق بالاستراتيجية العسكرية، القيادة السياسية، وأيضًا الوضع الداخلي المتأزم، ما يعكس تحولات كبيرة في فهم العقيدة القتالية الإسرائيلية”.
يبقى أن نشير إلى أن العدو الإسرائيلي قد رفع مستوى إجرامه في غزة ولبنان، في محاولة لإخفاء فشله في الردع الذي تهشّم بشكل كبير منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”، ومن نفس المنطلق، يواصل العدو رفع مستوى تهديداته للعديد من الجهات في هذه المنطقة، إلا أن كل ذلك لا يمكن أن يخفي الفشل الذي مُني به العدو في هذه المعركة، ويؤكد أن الاستمرارية هي لأبناء المنطقة وشعوبها.
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :