ردًا على أولمرت.. الرئيس الفلسطيني: ما ورد حول خارطة السلام غير صحيح

في ردٍ قوي على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، التي وردت في فيلم وثائقي بثته قناة (BBC) البريطانية، أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أن ما ذكره أولمرت حول ضياع فرصة السلام بسبب عدم توقيع الفلسطينيين على خارطة السلام غير دقيق. 

وأوضح عباس في تصريحاته أن المفاوضات التي جرت مع أولمرت لم تتضمن أي خارطة أو خطة رسمية للسلام، مضيفًا أن الفلسطينيين كان لديهم دائمًا رغبة جادة في تحقيق السلام العادل القائم على الشرعية الدولية.

الرئيس الفلسطيني: لم نستلم أي خارطة للسلام

في حديثه حول القضية، شدد الرئيس محمود عباس على أن ما ورد على لسان إيهود أولمرت، في الفيلم الوثائقي، ليس صحيحًا على الإطلاق. 

وقال: "لم نستلم أية خارطة سلام من أولمرت خلال محادثاتنا التي استمرت حتى آخر يوم له في منصب رئيس الوزراء".

وأضاف أن المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية كانت جادة، حيث تناولت القضايا النهائية كافة، ولكن لم يُسمح لأولمرت بالبقاء في منصبه لمتابعة ما تم التوصل إليه في تلك المحادثات.

تأكيد على إيجابية المفاوضات الفلسطينية

كما أكد الرئيس عباس أن القيادة الفلسطينية قد تفاوضت بإيجابية مع كافة المبادرات التي تم طرحها في سبيل الوصول إلى حل سلمي. 

وأوضح أن الهدف الفلسطيني كان دائمًا هو الوصول إلى السلام العادل والشامل القائم على الشرعية الدولية، مع التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

فرص السلام الضائعة: من المسؤول؟

ويعتبر الرد الذي أطلقه الرئيس عباس في هذا السياق جزءًا من ردود فعل متزايدة على التصريحات التي يُعتقد أنها تسعى إلى إلقاء اللوم على الفلسطينيين لعدم التوصل إلى اتفاق سلام. المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين شهدت العديد من الفرص الضائعة على مدار العقود الماضية، وسط تباين في وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وتعدد المبادرات الدولية التي لم تترجم إلى حلول حقيقية.

مبادرة السلام العربية وموقف فلسطين الثابت

وواصل عباس التأكيد على موقف فلسطين الثابت في دعم مبادرة السلام العربية، التي تُعتبر حجر الزاوية لتحقيق السلام في المنطقة، وهي المبادرة التي تقوم على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود تلك السنة.

هل حقًا كان الفلسطينيون هم من ضيعوا فرص السلام؟ الرد القوي للرئيس محمود عباس على تصريحات أولمرت يسلط الضوء على التحديات الحقيقية التي تواجه عملية السلام، وعلى الدور الذي تلعبه المواقف السياسية والتصريحات الإعلامية في تحريف التاريخ وصورة المفاوضات.