رغم التحذيرات من الإكثار.. تقليل الملح بشدة يشكل مخاطر صحية غير متوقعة

رغم التحذيرات المستمرة من مخاطر الإكثار من تناول الملح، إلا أن تقليله بشكل مفرط قد يكون له عواقب صحية غير متوقعة، وفقًا لما أشار إليه الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي وخريج جامعة هارفارد.

وأوضح سيثي أن الصوديوم يعد إلكتروليتًا أساسيًا يساعد في نقل الإشارات الكهربائية في الجسم واحتباس الماء، وأن نقصه قد يؤدي إلى انخفاض حاد في حجم الدم، مما قد يتسبب في هبوط ضغط الدم والجفاف الشديد.

وفي مقطع فيديو نشره على منصة "تيك توك"، حذّر سيثي من أن نقص الملح قد يؤدي إلى رغبة شديدة في تناول الأطعمة المالحة، وضعف العضلات، والدوار، وحتى الإغماء. كما قد يؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي من خلال إعاقة عملية الهضم وتقليل امتصاص العناصر الغذائية المهمة، مما قد ينعكس على صحة الكبد.

وأكد أن القلق من استهلاك الملح الزائد يجب أن يكون متوازنًا مع الحذر من نقصه، موصيًا بتناول ملعقة صغيرة من ملح البحر يوميًا لمعظم الأشخاص للحفاظ على التوازن الصحي.

مخاطر صحية موثقة

تدعم العديد من الدراسات هذه التحذيرات، حيث وجدت بعض الأبحاث أن اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم قد يزيد من مقاومة الأنسولين، وهي حالة تقلل من قدرة الخلايا على امتصاص الغلوكوز، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.

وفي دراسة شملت 152 شخصًا سليمًا، لوحظت زيادة في مقاومة الأنسولين خلال 7 أيام فقط من تقليل تناول الصوديوم.

كما أظهرت دراسات أخرى أن نقص الصوديوم قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. ففي مراجعة علمية نشرت عام 2003، وُجد أن الأنظمة الغذائية منخفضة الصوديوم تسببت في ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار بنسبة 4.6%.

التوازن هو الحل

توصي الجهات الصحية بأن الحد الأقصى لاستهلاك الملح للبالغين لا يجب أن يتجاوز 6 غرامات يوميًا (ما يعادل ملعقة صغيرة مستوية)، ويشمل ذلك الملح المضاف إلى الطعام أثناء الطهي أو الموجود في الأطعمة المصنعة.

لذلك، فإن التوازن في استهلاك الملح هو المفتاح للحفاظ على الصحة، حيث إن الإفراط أو النقص الحاد قد يحمل مخاطر جسيمة. وفي الحالات المرضية، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب المختص لتحديد الكمية المناسبة من الصوديوم وفقًا للحالة الصحية لكل فرد.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك