كل حصري

انتخابات تشريعية مرتقبة في المغرب: هل ستغير الحكومة وجهتها؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انتخابات تشريعية مرتقبة في المغرب: هل ستغير الحكومة وجهتها؟, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 08:24 مساءً

محمد فوزي

مع اقتراب المغرب من الاستحقاقات الانتخابية التشريعية المرتقبة، تبدأ الأحزاب السياسية في ترتيب أوراقها وتحضير برامجها الانتخابية. لكن قبل الحديث عن المستقبل، لا بد من وقفة لتقييم حصيلة الحكومة الحالية، والتي يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار برئاسة عزيز أخنوش. فهل استطاعت الحكومة تحقيق وعودها الانتخابية؟ وما هي التحديات التي تواجهها في السباق نحو الانتخابات القادمة؟

بدأت الحسابات السياسية تمهد الطريق للاستحقاق الانتخابي القادم، الذي سيحدد شكل الحكومة والمعارضة في المرحلة المقبلة.

حصيلة الحكومة: وعود الانتخابات مقابل الواقع

كان البرنامج الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي حمل شعار "تستاهل حشن"، مبنيًا على خمسة محاور رئيسية: الحماية الاجتماعية، النظام الصحي، خلق مناصب الشغل، التعليم، والإدارة القريبة من المواطن. لكن الواقع يشير إلى فجوة كبيرة بين هذه الوعود والإنجازات الفعلية.

في ملف البطالة، وعد الحزب بخلق مليون منصب شغل دائم و250 ألف منصب مؤقت. لكن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى 21%، وهي الأعلى منذ ثلاثين عامًا. كما أن الحكومة فشلت في الحد من الواردات، خاصة في القطاع الفلاحي والغذائي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم.

الوضع الاقتصادي: البطالة والتضخم

انتشار الغلاء طال جميع مناحي الحياة، من المواد الأساسية إلى الإقامة والملابس وأجرة سيارات الأجرة والمرافق والإنترنت. هذه الزيادات كانت نتيجة لارتباط الاقتصاد المغربي بالتقلبات العالمية، بالإضافة إلى سوء التدبير الحكومي.

وفقًا للمندوبية السامية للتخطيط، بلغت نسبة البطالة في المغرب 21%، وهي الأعلى منذ ثلاثين عامًا, عكس الوعود الانتخابية, الحكومة عززت و زادت الواردات في اغلب القطاعات واولها الفلاحي و الغذائي و الذي زاد في ارتفاع الاثمنة.

القطاع الصحي والتعليمي: إخفاقات أم إنجازات؟

في القطاع الصحي، عاش المغرب على وقع عدة إضرابات بسبب تدهور الخدمات الصحية وسوء أحوال العاملين فيه. بالإضافة إلى ذلك، شهد قطاع الصحة إضرابات طلبة الطب بسبب المساس بمدة التكوين والتأطير. رغم الميزانيات المهمة التي تُخصص لهذا القطاع، إلا أنه يعيش حالة من "السكتة القلبية" منذ سنوات.

أما في مجال التعليم، فالأمر ليس بأحسن حال. ما زال القطاع يعاني من الإهمال والهدر المدرسي، حيث شهد المغرب أكبر موجة هجرة غير شرعية لشباب تقل أعمارهم عن 18 سنة. هذه الموجة نظمت عبر المنصة الرقمية "الزرقاء"، مما كشف عن فشل البرامج الاجتماعية الحكومية التي تبدو فعالة على الورق فقط.

حسب المعطيات النجاح الوحيد كان لشركة المحروقات التابعة لرئيس الحكومة حيث كانت السنة الفارطة ناجحة بأمتياز, حسب الجريدة الاقتصادية ديتافور, فقد وزعت الشركة ارباح تجاوزت 175 درهم للسهم الواحد.

مستقبل حزب التجمع الوطني للأحرار: هل سيحافظ على شعبيته؟

تضررت صورة حزب التجمع الوطني للأحرار بسبب الإخفاقات الحكومية، لكنه قد يتمكن من استعادة ثقة الناخبين إذا تبنى تغييرات جذرية، مثل التخلي عن رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، الذي أصبح شخصية غير موثوقة لدى الكثير من المغاربة. في المقابل، يرى البعض أن شخصيات مثل الوزير السابق حفيظ العلمي قد تكون أكثر قبولاً لدى الناخبين.

هانات كبيرة وتحديات أكبر

مع أقل من سنتين على الانتخابات التشريعية القادمة، يبقى السؤال الأكبر: هل سيتمكن حزب التجمع الوطني للأحرار من استعادة ثقة الناخبين؟ أم أن المغاربة سيختارون تغييرًا جذريًا عبر صناديق الاقتراع؟ الوقت كفيل بالإجابة، لكن ما هو مؤكد أن الرهانات كبيرة والتحديات أكبر.

 

 

 

 

أخبار متعلقة :