نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استمرارية المقاومة قوة للبنان.. لصد العدوان وكل أوهام التطبيع, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 11:51 مساءً
“المقاومة بخير ومستمرة.. مستمرة في الميدان.. الآن، كل ما أريد قوله للناس: تمهّلوا قليلاً، اصبروا علينا.. لا يظن أحد أن هذا الصبر هزيمة، لا، لا، هذا صبر أخذناه بقرار، إمكاناتنا لدينا، شعبنا معنا، اتجاهنا موجود، ثوابتنا مستمرة، حضورنا قائم، لكننا نعتبر أن هذا التوقيت يجب أن نصبر فيه قليلاً، لنرى أين سيصل الاتفاق..”، بهذه الكلمات الدقيقة والعميقة، لخّص الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال مقابلته على قناة المنار، مدى حضور واستمرارية المقاومة.
ولا شك أن كلام الشيخ قاسم جاء ردًّا على البعض ممن يشنون حملات ضد المقاومة وحزب الله، ويطالبون بتجريد لبنان من عناصر قوته، خاصة سلاح المقاومة، وتركه في “عين العاصفة” الإسرائيلية-الأمريكية التي تهب على المنطقة محاولةً تطويع وتركيع جميع دولها، خدمةً للمخططات الصهيونية. وهؤلاء يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى “حلمهم” في إدخال لبنان إلى “العصر الإسرائيلي”. ولذلك نجدهم يشنون حملات متواصلة لتشويه صورة المقاومة في لبنان وكل المنطقة، ويقدمون الذرائع للعدوان الإسرائيلي.
والحقيقة أن بقاء المقاومة وسلاحها هو مكسب للبنان بكل الأوجه، سواء استمر عمل المقاومة بشكله المعتاد، أو تم الحوار مستقبلاً للوصول إلى استراتيجية دفاعية لتعزيز بناء قدرات الدولة القوية. وهنا تطرح تساؤلات عن جدوى طروحات البعض للتخلي المجاني عن عناصر القوة التي تعطي دفعاً إضافياً للبنان الرسمي، في حال خاض مسارات سياسية ودبلوماسية عبر “المجتمع الدولي” للضغط على العدو الإسرائيلي لالزامه بتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداء على السيادة اللبنانية. أليس التخلي عن كل عناصر القوة، وبالتحديد القوة العسكرية، هو ترك لبنان لقمة سائغة أمام العدو؟ أليس هذا الأمر خدمة مجانية لأعداء لبنان؟ وما المقابل الذي سيحمي به لبنان نفسه، وسيادته، وشعبه عندما يتخلى عن المقاومة؟
وذكّر عيد أنه “منذ نشأة الكيان الصهيوني والأطماع الإسرائيلية في لبنان ومياهه قائمة ومعلنة”، ولفت إلى أن “إسرائيل تعتبر أن لبنان جزء مما يسمى إسرائيل الكبرى”، وأضاف أنه “ثبت بالدليل القاطع أن القرارات الدولية لا يمكن أن تعيد لنا أرضنا المحتلة، وهنا نذكر بما جرى سابقًا مع القرار 425 الذي بقي منذ العام 1978 حتى العام 2000 بدون أن يطبقه العدو الإسرائيلي، حتى أجبرته المقاومة على تطبيقه بقوة السلاح، ما يؤكد أن هذا العدو لا يؤتمن له ولا يحترم القرارات والشرعية الدولية ولا تعهداته”.
وأكد عيد أن “كل الكلام حول سحب سلاح المقاومة هو محاولة لتجريد لبنان من كل عناصر قوته كي يصبح لقمة سائغة أمام العدو، وهذا كلام لا يقبل الجدل”. ولفت إلى أن “كل المتابعات لتصريحات قادة العدو تظهر أنه لا يتوانى عن استغلال أي ظرف للانقضاض على دول المنطقة”. وأشار إلى أن “ما حدث في سوريا يؤكد ما نقول، فبعد سقوط الرئيس بشار الأسد، لم تتخذ السلطة الجديدة أي موقف ضد إسرائيل، ومع ذلك شاهدنا ماذا فعل العدو في مقدرات سوريا وكيف بادر إلى احتلال أراضيها”.
ورأى عيد أنه “إذا كانت المقاومة في الماضي ضرورة، فإنها اليوم أكثر من ضرورة، خاصة حين ظهرت العدوانية والمخططات الإسرائيلية للجميع وصولًا إلى السعي لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى”. وأكد أن “كل من يطالب اليوم بسحب سلاح المقاومة فهو يسير في الفلك الإسرائيلي الأميركي، ويريد تجريد لبنان من عناصر قوته”. وشدد على أن “المقاومة باقية في جنوب لبنان، وثقافة المقاومة باقية في لبنان لنرفض التطبيع وكل استباحة إسرائيلية للداخل اللبناني أو لمنطقتنا”.
لا شك أن كل التجارب تؤكد أن المقاومة هي قوة للبنان، وقد كانت كذلك منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وما تبعه من محاولات لجرّ لبنان إلى الفلك الإسرائيلي عبر التطبيع واتفاقية 17 أيار. واليوم، دون جدال، فإن لبنان وشعبه ومقاومته، من جميع النواحي والظروف المحيطة، أقوى مما كانوا عليه في الماضي، وقادرون من جديد على إفشال أي مخططات تطبيعية مع العدو.
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :