مبادرة شباب أبوصوير:إفطار ولاد البلد نموذج جديد للتعاون المجتمعى

اللافت في هذه المبادرة هو غياب القائد التقليدي للمناسبة، حيث قام الشباب بتنظيم الإفطار وتنفيذ كافة التفاصيل بأنفسهم، في جو من العمل الجماعي الفعّال. لم تكن هناك أي مشاركة مالية من رجال الأعمال أو أي سياسيين، بل كانت المبادرة مدفوعة بحب الانتماء والرغبة في خدمة المجتمع من قبل شباب أبوصوير.

وقد أظهرت هذه المبادرة كيف يمكن أن يكون الشباب في المقدمة في تقديم الحلول المجتمعية والتنظيم الفعّال دون الحاجة إلى التمويل الخارجي أو الدعم السياسي، حيث اعتمدوا على جهدهم الجماعي وتعاونهم لتحقيق هذا الهدف.

تميز الإفطار الجماعي بكونه ليس مجرد مناسبة اجتماعية للجلوس معًا، بل كان فرصة حقيقية لربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض، بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية أو الاقتصادية. وقد تجلى هذا التلاحم في رؤية الشباب وهم يعملون معًا في تنسيق وتنظيم الإفطار، مما يعكس بوضوح روح التعاون والتضامن بينهم.

وفي لقاء مع   أحد المشاركين في الحدث، أكد على أن هذا التجمع ليس مجرد فرصة للاستمتاع بوجبة الإفطار، بل هو فرصة لتجديد الأواصر بين أبناء البلد ودعم قيم التآخي والمساواة. وأضاف: “نحن هنا نتعاون من أجل بعضنا البعض، لا ننتظر شيئًا من أحد سوى العمل الجماعي الذي يحقق أهدافنا.”

تأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه المجتمع المصري حاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة العمل الجماعي والابتعاد عن التفرقة، وقد نجح شباب أبوصوير في تقديم نموذج حقيقي لهذا المفهوم. يُظهر نجاح “إفطار ولاد البلد” كيف يمكن للشباب أن يكونوا محركين رئيسيين للتغيير في مجتمعاتهم، بعيدًا عن التأثيرات التقليدية من قبل الفاعلين السياسيين أو الاقتصاديين

مبادرة “إفطار ولاد البلد” في أبوصوير هي رسالة قوية من شباب مصر بأنهم قادرون على العطاء والابتكار من أجل مصلحة مجتمعهم، وأن القوة في الوحدة والعمل المشترك، بعيدا عن الأجندات السياسية أو المساعدات المالية الخارجية. هذه التجربة ليست مجرد إفطار جماعي، بل هي دعوة لإعادة التفكير في كيف يمكن للمجتمع أن يعمل معًا من أجل صالح الجميع.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل