نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«أميركا أولاً».. تركيز «مفرط» على المصلحة الوطنية ولامبالاة بالقيم الليبرالية, اليوم الأحد 16 مارس 2025 02:22 صباحاً
يخشى الأميركيون ذوو النفوذ، أن تصبح بلادهم دولة منبوذة تحت رئاسة دونالد ترامب، حيث تبدي الحكومات الأجنبية قلقاً من تصرفات ترامب العبثية، فعندما تُفكّر الدول الأخرى في العناصر الأساسية للسياسة الخارجية للبلاد تحت شعار «أميركا أولاً»، فإن هذا الشعار يعني لهذه الدول اللامبالاة بالقيم الليبرالية، وازدراء القواعد والأعراف العالمية، والتركيز المفرط على المصلحة الوطنية.
وكشفت «الإيكونوميست» عن مبعوثين مخضرمين أصيبوا بالصدمة بعد تصويت أميركا مع روسيا ضد حلفائها الأوروبيين في قرار للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا. ويقول دبلوماسي آسيوي، إن النظام الدولي يُواجه «لحظة خطر بالغ».
وفي جلسة استماع مجلس الشيوخ لتثبيت تعيينها، أشارت مرشحة ترامب لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إليز ستيفانيك، إلى رغبة أميركا في تضييق نطاق عمل تلك الهيئة العالمية، ليقتصر على «مهمتها التأسيسية المتمثلة في السلام والأمن الدوليين».
ويخشى الدبلوماسيون أنفسهم أن نهج «أميركا أولاً» مرض مُعدٍ، حيث أخبرت الدول الأوروبية التي كانت رائدة في تمويل بعثات حفظ السلام والبرامج الإنسانية، أنه مع سحب ترامب الدعم من أوكرانيا، وانقلاب ناخبيها على المساعدات الخارجية، فإن الأولوية ستكون للمشاريع التي تُعزز مصالح الدول الأوروبية الوطنية.
وقد حوّلت بريطانيا أخيراً جزءاً كبيراً من ميزانية مساعداتها الخارجية، إلى الإنفاق الدفاعي. وأعلنت الحكومة الهولندية أنه «من الآن فصاعداً، ستكون للمصالح الهولندية الأولوية في سياسة التنمية في بلادنا»، وحددت التجارة والأمن والهجرة بأنها من أهم اهتمامات هولندا.
ويصف المبعوثون، ذوو الثقل المتوسط، دولاً مثل البرازيل وماليزيا وجنوب إفريقيا، بأنها أصبحت أكثر نشاطاً في اقتراح حلول للصراعات أو الأزمات العالمية. وغالباً ما يتجنب نهجها ممارسات التدخل الغربي التقليدي، مفضلة بناء التوافق والتسوية.
وفي أميركا، يُشير المنتقدون المتشددون لدبلوماسية ترامب إلى التخفيضات الفوضوية التي أجرتها إدارته لبرامج المساعدات الخارجية، ويتوقعون أن تُزهق أرواح جراء ذلك، ما يُقوّض القوة الناعمة الأميركية التي بُنيت على مدى عقود كأكبر مانح إنساني في العالم. أما بالنسبة لمعارضيه، فإن نهج ترامب القاسي لصنع السلام في أوكرانيا يُقوّض مصداقية أميركا كضامن لأمن أوروبا. وببساطة، يُؤدي ازدراء ترامب للاتفاقيات العالمية والهيئات متعددة الأطراف إلى ثغرات يُمكن لمنافسيه سدّها. وعندما تُنكر حكومته اتفاقيات تغير المناخ، أو تُشكّك في معاهدات الحد من التسلح، أو تُهدد بالانسحاب من هيئات الأمم المتحدة أو وقف تمويلها، تتجه جميع الأنظار إلى الصين، العملاق الذي يعتقد أن مصيره هو قيادة نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن عدداً كبيراً من الحكومات يشترك مع ترامب في كثير من تحليله «الكئيب» في رؤية العالم. ويعترف بعضهم بأن أميركا لم تجد من يشكرها من خلال تبرعها بعشرات المليارات من الدولارات لبرامج مثل برنامج «بيبفار»، وهو برنامج لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والوقاية منه، لاسيما في إفريقيا.
ويقر دبلوماسي إفريقي بأنه من الشائع في قارته أن يتهم السياسيون المانحين الغربيين بنهجهم المتعنت، بينما يشيدون بالصين بتقديمها قروضاً لبناء الطرق. ولا يعدّ الأفارقة عموماً المساعدات أداة حميدة، بل يرون أنها تُنشئ ديناميكية قوية بين المانح والمتلقي.
ويضيف الدبلوماسي أن جزءاً من التفسير يكمن في سلوك النخب المحلية القائم على المصلحة الذاتية، ففي أوقات الانتخابات، يقول السياسيون: «صوّتوا لي لأن هذا الطريق قد تم بناؤه بمساعدتي»، بدلاً من قوله: «صوّتوا لي لأني عملت مع برنامج (بيبفار)».
وتعد أوروبا مصدومة من تنمر ترامب على أوكرانيا، وترى العديد من القوى المتوسطة أن الواقع يسحق «أحلام اليقظة» التي تعيشها أوكرانيا في تحديها روسيا، جارتها النووية.
ويقول دبلوماسي من الجنوب العالمي: «بصفتنا دولاً تفتقر إلى النفوذ لشن الحروب، فإننا نعلم أن هذه الصراعات تنتهي دائماً حول طاولة المفاوضات. وكان الأوكرانيون يلعبون بالأوراق الأميركية، والآن سحب الأميركيون الأوراق عن الطاولة».
ويتحدث المتفائلون عن نظام عالمي متعدد الأقطاب، يحترم قيم كل دولة، بعد عقود من التدخل والتسلط الغربي. ويشيرون إلى مجموعات من الدول التي تتصدى لتغير المناخ وتحديات أخرى، في تحالفات من المجموعات الراغبة والإقليمية. ويخشى المتشائمون صداماً وشيكاً بين الدول الغنية والفقيرة.
ويكثر الحديث عن منح الدول النامية دوراً أكبر في المؤسسات العالمية.
لكن إذا توقعت الدول الأفقر أن يؤدي هذا إلى تحولات هائلة من جانب العالم الغني، كتعويضات عن الاستعمار أو تغير المناخ، فإنها بلاشك ستشعر بخيبة أمل.
ويضيف الدبلوماسي الآسيوي: «إذا تركز النقاش على (أرني المال)، فإننا نُهيئ أنفسنا للفشل». ومع انسحاب المانحين الغربيين، قد لا يحل محلهم مانحون جدد، فقد سأل مبعوث من قوة ناشئة أخيراً نظيره الصيني عما إذا كانت الصين ستتدخل إذا توقفت أميركا عن تمويل الأمم المتحدة. وجاء الرد: «بالتأكيد لا». عن «الإيكونوميست»
. يخشى الدبلوماسيون أنفسهم أن نهج «أميركا أولاً» مرض مُعدٍ، حيث أخبرت الدول الأوروبية، أن الأولوية عندها ستكون للمشاريع التي تُعزز مصالح الدول الأوروبية الوطنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أخبار متعلقة :