نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واشنطن تعيد صياغة استراتيجيتها تجاه سوريا: التركيز على مكافحة الإرهاب ودور تركيا المفصلي, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 09:05 مساءً
في تطور لافت يعكس اهتماماً متزايداً من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالملف السوري، كشفت مصادر أمريكية عن عقد مسؤولين في البيت الأبيض سلسلة مشاورات مع شخصيات سورية وغير سورية، بهدف التباحث حول مستقبل السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية المرتبطة بالوضع السوري، حيث تعطي إدارة ترامب أولوية عالية لهذا الملف وتستعد لاعتماد استراتيجية جديدة حوله قريباً.
إدارة ترامب تضع سوريا على رأس الأولويات
أكد أحد المشاركين في المشاورات التي جرت داخل أروقة البيت الأبيض أن إدارة ترامب تعتبر الملف السوري من القضايا الاستراتيجية ذات الأهمية القصوى.
وأوضح المصدر أن النقاشات تمحورت حول كيفية التعامل مع الوضع الحالي في سوريا، مع التركيز بشكل خاص على محاربة الإرهاب وضمان استقرار البلاد.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تستعد لإطلاق سياسة واضحة المعالم، تهدف إلى تحقيق توازن بين المصالح الأمنية والاستراتيجية للولايات المتحدة وبين الديناميكيات الإقليمية المعقدة.
تركيا: الراعي الأساسي وأداة التأثير
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن مساعدي الرئيس ترامب بدأوا ينظرون إلى تركيا باعتبارها "الراعي الأساسي" لأحمد الشرع، الرئيس السوري الحالي، ولتنظيم هيئة تحرير الشام المثير للجدل.
واعتبر المسؤولون الأمريكيون أن أنقرة تحمل "مفاتيح التأثير" الكبيرة على الشرع وجماعته، وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية مباشرة عن تصرفاتهم.
وقال مصدر مطلع إن واشنطن ترى أن "تركيا لعبت دوراً محورياً في دعم الشرع وتنظيمه، وهو ما يجعلها شريكاً أساسياً في أي حوار أو تسوية مستقبلية".
وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة تسعى الآن إلى إقناع تركيا بضرورة استخدام نفوذها للضغط على الشرع وتنظيمه، بهدف ضمان عدم تكرار أي أعمال عنف أو تهديدات إرهابية قد تنبع من هذه الجماعات.
شكوك أمريكية تجاه الشرع وهيئة تحرير الشام
من جهة أخرى، عبر فريق ترامب في مجلس الأمن القومي عن شكوك كبيرة تجاه أحمد الشرع وحكومته الحالية، وكذلك تجاه المنظومة الأمنية والعسكرية والمدنية الداعمة له.
ووفقًا للمصادر، فإن الفريق الأمريكي يعتبر أن الشرع وهيئة تحرير الشام يمثلان استمراراً لشبكة القاعدة الإرهابية، وأن الأشخاص المعروفين في الهيئة والعناصر التابعة لها يحملون عقيدة متطرفة وممارسات عنفية.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمريكي: "إن الشرع وهيئة تحرير الشام هما رئيس وتنظيم انطلق من شبكة القاعدة الإرهابية، ومن الصعب جداً أن تثق الولايات المتحدة بحكم مبنيّ على مجموعة لها تاريخ إرهابي".
وأضاف المصدر أن "التغييرات التي يبدو أن الشرع وجماعته يحاولون تقديمها ليست كافية لتغيير الصورة العامة عنهم"، موضحاً أن "لا شيء يضمن ما سيفعله الشرع ومجموعته خلال السنوات المقبلة".
موقف واشنطن: مكافحة الإرهاب أولاً
شددت المصادر على أن فريق ترامب في مجلس الأمن القومي ينظر الآن إلى سوريا من زاوية "مكافحة الإرهاب"، مع التركيز على ضرورة القضاء على أي تهديدات أمنية قد تشكلها الجماعات المتطرفة.
وأكد المصدر أن الإدارة الأمريكية ترى أن الاستقرار في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال استراتيجية شاملة تجمع بين الضغط السياسي والعسكري على الجماعات الإرهابية، وبين التعاون مع الحلفاء الإقليميين مثل تركيا.
مستقبل العلاقات الأمريكية-السورية
مع اقتراب إدارة ترامب من وضع اللمسات الأخيرة على سياستها الجديدة تجاه سوريا، يبدو أن واشنطن تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين ضرورة مواجهة التهديدات الإرهابية وبين بناء علاقات مع أطراف سورية قادرة على ضمان الاستقرار.
ومع ذلك، فإن الشكوك العميقة تجاه الشرع وجماعته قد تجعل من الصعب تحقيق أي تقارب مباشر مع الحكومة السورية الحالية.
وفي الوقت نفسه، ستبقى تركيا لاعباً رئيسياً في أي استراتيجية أمريكية تجاه سوريا، حيث يعتمد نجاح السياسة الجديدة على مدى قدرة واشنطن على إقناع أنقرة بلعب دور أكثر إيجابية في توجيه الشرع وجماعته نحو مسار أقل تصادمية مع المجتمع الدولي.
ختاماً تعكس هذه التحركات التزام الإدارة الأمريكية بمعالجة الملف السوري من منظور شامل يأخذ في الاعتبار التحديات الأمنية والسياسية والإنسانية.
ومع استمرار المشاورات والنقاشات داخل أروقة البيت الأبيض، يتوقع أن تكون المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد ملامح السياسة الأمريكية تجاه سوريا، خاصة في ظل التوترات المستمرة والتحديات المتزايدة التي تفرضها الجماعات المتطرفة وشركاؤها الإقليميون.
أخبار متعلقة :