نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرارة والجفاف يهددان مزارع البُن في البرازيل, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 02:22 صباحاً
لفهم سبب ارتفاع سعر البُن إلى سبعة دولارات للرطل في محال الـ«سوبرماركت» الأميركية، يجب معرفة ما يحدث بحقول البن في تلال جنوب شرق البرازيل، وبينما كان المزارع، أوغوستو رودريغيز، يزرع أرضه الجافة في صباح أحد الأيام، ظل هاتفه يرن، وعادة ما يكون هذا النوع من المكالمات من المشترين موضع ترحيب من المزارع البالغ 27 عاماً، الذي يصدّر البُن إلى الولايات المتحدة، ويزود سلسلة مقاهي «ستاربكس» به، ولكن ليس هذا العام، وليس بعد هذا الحصاد.
وأجاب رودريغيز على الهاتف قائلاً: «ليس لدي أي قهوة»، ثم قال لمتصل آخر: «لقد نفدت الكمية، لا يوجد عندي شيء».
وتوضح معضلة رودريغيز، هشاشة وحدود إنتاج البن العالمي في عالم يشهد ارتفاعاً سريعاً في درجات الحرارة، وتُدمر درجات الحرارة القصوى والجفاف الشديد مزارع البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، وتُلحق خسائر فادحة بالمحاصيل المحلية.
وفي غضون ذلك، يستمر الطلب العالمي في الارتفاع، لاسيما في الصين، والآن أصبح هذا المشروب الذي طالما كان عنصراً أساسياً يومياً، وفي متناول كل من يحتاج إلى دفعة معنوية، سلعة فاخرة في بعض البلدان.
وتضاعف السعر العالمي لقهوة «أرابيكا»، التي تشكل معظم القهوة المحمصة والمطحونة في العالم، خلال العام الماضي، وأصبحت علامات القهوة التجارية، من المصنّعة يدوياً إلى علامة «فولجرز»، تفرض أسعاراً أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات، وفي معظم مقاهي المدن، يُمكن أن يُشعرك فنجان قهوة بسيط بأنه رفاهية مبالغ فيها.
وفي منطقة ألتا موجيانا البرازيلية، حيث تُعد القهوة أسلوب حياة، شهد بعض المزارعين تقلص حصادهم بمقدار الثلث، وآخرون بمقدار الثلثين، وهناك من لم يتبق لهم شيء على الإطلاق، وقد تسببت ندرة القهوة في زيادة حالات السرقة بشكل مقلق، ما أجبر المزارعين على مواجهة تقلبات الطقس واللصوص.
وفي هذا السياق، قال تياغو دونيزيتي، البالغ 40 عاماً، وهو مزارع بُن من الجيل الثالث: «لن أتمكّن من جمع أي شيء هذا العام، وسأضطر لشراء البُن من منتجين آخرين لمواصلة بيعه لعملائي».
وبعد أن خسر أكثر من 200 فدان من محصول البُن بسبب الجفاف العام الماضي، قال رودريغيز، إنه اضطر إلى اتخاذ إجراء استثنائي، إذ قام أولاً بتقليم حقول البن المتبقية بشكل مفرط، وسيستغرق الأمر ثلاث سنوات أخرى، قبل أن يتمكن من إعادتها إلى الإنتاج.
وفي السنوات العادية، كانت بقايا البن، تذهب إلى كومة السماد في مزرعة رودريغيز، لكن هذا العام، أبدى بعض المشترين اهتماماً بقهوة «بوركاريا»، وهي قهوة رديئة، وقال المزارع: «لذلك بعتها لهم».
وليس من المبالغة تقدير أهمية القهوة للبرازيل، فهذا بلد يُطلق على وجبة الإفطار اسم «قهوة الصباح»، ولا يُجدول الناس اجتماعاتهم، بل يُجدولون أوقات تناول القهوة، ويُحضِر كل شخص تقريباً في الريف، «ترمساً» حرارياً كبيراً من القهوة في الصباح، ليس للشرب، بل ليتركه في الخارج، تحسباً لمرور زائر.
والنبات الذي صاغ هذه الثقافة، وإلى حد ما، هذا البلد هو قهوة «أرابيكا»، وتُنتج هذه القهوة الناعمة والحلوة، وهي مفضلة على نطاق واسع على الأنواع الأخرى، وتمثّل نحو 60% من استهلاك القهوة العالمي.
لكن «أرابيكا» متقلبة بشكل ملحوظ، ويستغرق النبات عامين على الأقل حتى يُحصد، ولا يزدهر إلا في نطاق ضيق من درجات الحرارة، بين 17 و21 درجة مئوية، وفي المناطق ذات الأمطار الغزيرة، ولطالما كانت مثالية لمرتفعات جنوب شرق البرازيل، في جبال ولايات (ساو باولو، وميناس جيرايس، وريو دي جانيرو) المغطاة بالضباب.
ولكن ليس في العام الماضي، كما قال جان فيلهينا فاليروس، رئيس جمعية ألتا موجيانا لمزارعي القهوة، موضحاً: «كان متوسط درجة الحرارة هنا 26.5 درجة، مع فترات طويلة من ارتفاع درجات الحرارة وصلت إلى أكثر من 32 درجة مئوية». عن «واشنطن بوست»
نهاية «أرابيكا»
تشير الأبحاث إلى أن ازدياد حدة المناخ قد يكون بداية نهاية قهوة «أرابيكا» في معظم أنحاء أميركا الجنوبية، ووجد الباحثون أن مساحات شاسعة من القارة لن تكون صالحة للزراعة، وقد تفقد دول الأنديز ما بين 16 و20% من هذه المساحة، وفي جنوب شرق البرازيل، موطن معظم حقول البُن في البلاد، من المتوقع أن تكون الخسائر أشد، ما بين 20 و60%، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة «التغير البيئي الإقليمي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أخبار متعلقة :