نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: صحيفة أمريكية تحذر من تصريحات ترامب بالاستيلاء على "جرينلاند", اليوم الاثنين 3 مارس 2025 12:30 صباحاً وقالت صحيفه بوليتيكو الأمريكية إنه طبقاً لتقرير مراسلها الصحفي بن شريكينغر ،انه يعتبر شراء جرينلاند بمثابة استعراض للقوة من قبل الولايات المتحدة في وقت يزداد فيه نفوذ منافسيها في المنطقة. لكن لا يزال من غير الواضح معرفة مدى جدية التصريحات الجديدة التي أطلقها ترامب، وتحليلات عدة حذرت من التعامل مع الأمر على أنه "مجرد مزحة". ففي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن احتمالية القيام بعمل عسكري للاستيلاء على جزيرة جرينلاند من الدنمارك وهذا بحسب ما ذكرته الصحف الأمريكية. و بدا أنَّ هناك تصاعدًا خطيرًا في المنافسة للسيطرة على منطقة القطب الشمالي الأوسع ومواردها المعدنية الهائلة والممرات المائية الرئيسية. وكان أحد كبار مساعدي ترامب مايك والتز، أكد أن "خطة جرينلاند" تتعلق بديناميكيات جيوسياسية أوسع نطاقًا، إذ تنظر الولايات المتحدة إلى روسيا بشكل متزايد كمنافس على التفوق في القطب الشمالي. وقال مايك والتز، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، على قناة "فوكس نيوز"، : "لا يتعلق الأمر فقط بجرينلاند، بل يتعلق الأمر بالقطب الشمالي.. لدينا هنا روسيا التي تحاول أن تصبح ملكة.. يتعلق الأمر بالنفط والغاز، وبأمننا القومي، وبالمعادن الحيوية". الموقع الجيوسياسي الإستراتيجي لجرينلاند تقع هذه القاعدة الأميركية في موقع استراتيجي، على منتصف الطريق بين موسكو ونيويورك، مما يفسر الاهتمام الأميركي التاريخي بجرينلاند. ويعتقد الأميركيون أن سيطرة قوى عظمى أخرى عليها قد يجعلها نقطة انطلاق لتهديد أمن بلادهم ومهاجمتها.كما أن جرينلاند، أكبر جزيرة على سطح الكرة الأرضية، تشكل بوابة العبور نحو القطب الشمالي والطرق البحرية باتجاهه. ويسكن على الجزيرة حوالي 56 ألف نسمة، وتتمتع بحكم ذاتي رغم السيادة الدانيماركية عليها. وأبدت الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة مخاوف متزايدة من الاستثمارات الصينية في الجزيرة وتوسيع نفوذها، خصوصا أن الصين كانت قد نشرت عام 2017 استراتيجيتها حول المنطقة القطبية تحت مسمى "طرق الحرير القطبية"، ونظرتهم لجرينلاند على أنها مفترق طرق جديد للعالم، ومصدرا جديدا للمواد الخام، ومساحة لتجسيد نفوذهم المتزايد. في عام 2019، حذّر سياسيون جمهوريون من أن الصين تحاول بناء مطارات في جرينلاند، بل وحتى شراء قاعدة بحرية أميركية قديمة هناك. من جانب آخر، تحظى أنشطة بكين بدعم من موسكو، التي تواصل استثمار مبالغ طائلة في المجالين العسكري والاقتصادي في القطب الشمالي. كما أعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم إزاء التدريبات العسكرية المشتركة بين روسيا والصين في المنطقة. ترامب يرفض استبعاد الخيار العسكري وفي مؤتمر صحفي ، رفض ترامب استبعاد القيام بتحرك عسكري بشأن قناة بنما وجرينلاند اللتين يرى بأن على الولايات المتحدة السيطرة عليهما. تزامنا، وصل نجل ترامب إلى الجزيرة مؤكدا بأنه يزورها كسائح. وخلال عطلة أعياد الميلاد، صرح ترامب أنه "لأغراض الأمن القومي والحرّية في العالم، تشعر الولايات المتحدة الأميركية أن امتلاك جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة". هذه التصريحات دفعت رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن للتأكيد على أن مستقبل جرينلاند يقرره سكانها. وقالت ميت فريدريكسن للقناة التلفزيونية الثانية "جرينلاند ملك لأهلها". وأضافت أن الإقليم الواقع في القطب الشمالي "ليس للبيع". وإلى جانب العوامل السياسية والاستراتيجية، تضم جرينلاند مخزونات كبيرة من المعادن والنفط والغاز واليورانيوم، وهو ما فتح شهية الدول الكبرى، خصوصا مع التغييرات المناخية التي تؤدي إلى تذويب كميات الثلج المتراكمة في الجزيرة، ما يسهل عمليات التنقيب. يذكر أن القوانين الدانماركية تفرض تشديدا صارما على عمليات التنقيب في غرينلاند بهدف حمايتها والمحافظة على تنوعها البيئي الثري. ولغاية اليوم، تحتكر الصين انتاج معادن نادرة، وقد هددت بتقييد تصدير هذه المعادن الحيوية والتقنيات المرتبطة بها. لذلك يرى المراقبون أن غرينلاند قد تمنح ترامب فرصة للتخلص من الاحتكار الصيني، إذ يتوقع أنها تضم كميات مهمة من هذه المعادن النادرة.أبدى رئيس وزراء جرينلاند استعداده التحدث مع ترامب. قال رئيس وزراء جرينلاند موتي إيجيدي، إنه مستعد للتحدث مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعدما صرح الأخير بأنه يريد السيطرة على الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي. وأضاف رئيس وزراء جرينلاند أن سكان الإقليم الواقع بالقطب الشمالي والغني بالمعادن لا يريدون أن يكونوا أمريكيين. وصرح موتي إيجيدي (Mute Egede) بأنه يتفهم اهتمام الرئيس دونالد ترامب بالجزيرة نظرا لموقعها الاستراتيجي، مشيرا إلى أنه منفتح على مزيد من التعاون مع واشنطن. وقال إيجيدي في مؤتمر صحفي وبجانبه رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن في كوبنهاغن : "جرينلاند لشعب جرينلاند.. لا نريد أن نكون دنماركيين ولا نريد أن نكون أمريكيين.. نريد أن نكون جرينلانديين". واعترف إيجيدي بأن جرينلاند جزء من قارة أمريكا الشمالية ومكان يراه الأمريكيون جزءا من عالمهم. وذكر أنه لم يتحدث مع دونالد ترامب لكنه منفتح على المناقشات حول ما "يوحدهما". وجاءت تعليقات إيجيدي بعد إعلان ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه لن يستبعد استخدام القوة أو الضغط الاقتصادي من أجل جعل جرينلاند وهي إقليم شبه مستقل في الدنمارك، جزءا من الولايات المتحدة. وقال ترامب الذي يتولى منصبه في 20 يناير، إنها مسألة أمن قومي للولايات المتحدة، ووصف سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند وهي منطقة دنماركية شبه مستقلة بأنها "ضرورة تامة" ولم يستبعد الاستخدام المحتمل للوسائل العسكرية أو الاقتصادية التي تتضمن فرض رسوم جمركية على الدنمارك. يشار إلى أن رئيس وزراء جرينلاند كان يدعو إلى استقلال جرينلاند ويصور الدنمارك على أنها قوة استعمارية وأنها لم تعامل السكان الأصليين من عرقية الإنويت (الإسكيمو) بشكل جيد دائما. هذا، وذكرت وسائل إعلام محلية في الدنمارك أن الحكومة اقترحت شراء سفينتين جديدتين لإجراء مهام تفتيشية في القطب الشمالي وزيادة دوريات الزلاجات التي تجرها الكلاب من أجل تعزيز وجودها العسكري في جرينلاند. وفى سياق متصل ، قالت هيئة البث العامة في الدنمارك "دي.آر"، وقناة "تي في 2"، إن الحكومة الدنماركية اقترحت أيضا تطوير مطار كانغرلوسواك وهو قاعدة عسكرية أمريكية سابقة في غرب جرينلاند لاستيعاب طائرات مقاتلة من طراز "إف – 35". جدير بالذكر أن جرينلاند التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، كانت مستعمرة دنماركية حتى عام 1953 وأصبحت الآن إقليما دنماركيا يتمتع بالحكم الذاتي. وفي عام 2009 حصلت جرينلاند على حق المطالبة بالاستقلال من خلال تصويت. ومن المهم الإشارة إلى أن للولايات المتحدة قاعدة عسكرية في الجزء الشمالي من المنطقة المهمة استراتيجياً. لقد مضت منذ فترة طويلة الأيام التي كان من الممكن فيها شراء جزء ضخم من الأراضي من قوة أوروبية في العالم الجديد. وما فعلته الولايات المتحدة عندما اشترت ألاسكا من روسيا في منتصف القرن التاسع عشر لا يتماشى مع المعايير والقواعد القانونية الدولية اليوم. ولا يوجد مسار قانوني واضح للقيام بذلك. فشعب جرينلاند يتمتع بحقوق كثيرة فيما يتصل بتقرير مصيره، وهو ما لا يسمح بشرائه بشكل مباشر. وهذا لا يعني أن دونالد ترامب لا يستطيع أن يفعل أي شيء فيما يتصل بجرينلاند. إن إحدى الأفكار الأكثر معقولية والتي اكتسبت بعض الزخم في دوائر السياسة الخارجية التي تميل إلى ترامب هي ما يسمى باتفاق الارتباط الحر. وهو نوع من الترتيبات التي أبرمتها الولايات المتحدة بالفعل مع بعض الدول الجزرية الصغيرة في المحيط الهادئ. وهو لا يرقى إلى تشكيل اتحاد فعلي مع جرينلاند ــ أو جعلها الولاية رقم 51 ــ ولكنه ينطوي على امتيازات خاصة لكل من الولايات المتحدة والدولة الأخرى المعينة. أما في حالة جرينلاند، فالأمر أكثر تعقيدًا بعض الشيء، لأن جرينلاند في الوقت الحالي على الأقل هي إقليم مستقل تابع لمملكة الدنمارك. وهذا يعني أن جرينلاند تتمتع بحقوق كثيرة في تقرير المصير، لكن سياستها الخارجية تحددها الدنمارك. ولكن حتى لكي ينجح شيء مثل اتفاقية الارتباط الحر، فهناك العديد من الخطوات الأخرى التي يجب أن تتم. أولاً، هناك عملية تم وضعها لاستقلال جرينلاند المحتمل عن الدنمرك. ولابد من إجراء استفتاء في جرينلاند لدعم الاستقلال. ولا يوجد حتى اتفاق كامل حول كيفية عمل هذه العملية بالضبط. وبعد تحقيق الاستقلال الكامل، يتعين على جرينلاند بعد ذلك اختيار الدخول في اتفاقية ارتباط حر أو أي نوع آخر من الترتيبات الخاصة مع الولايات المتحدة. الولايات المتحدة قوة اقتصادية وعسكرية مجاورة وهي تضمن بالفعل أمن جرينلاند. ومن شأن إقامة علاقة عسكرية أوثق أن يعزز هذه الضمانة والعلاقات التجارية مع أكبر اقتصاد وأكثرها ديناميكية في العالم. ومن بين الفوائد المحتملة الأخرى حق سكان جرينلاند في العيش والعمل في الولايات المتحدة. ولكن على الرغم من ذلك، فقد كنت على الأرض في جرينلاند في ديسمبر ، ولم يكن هناك قدر كبير من الرغبة في عقد صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة في أي وقت قريب. وقد أطلعني أحد الباحثين المقيمين في جرينلاند على استطلاع رأي حديث أظهرت فيه أغلبية سكان جرينلاند رغبتهم في إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة، ولكن عدداً أكبر من سكان جرينلاند قالوا إنهم يرغبون في إقامة علاقات أوثق مع كل أنواع البلدان الأخرى، بما في ذلك أيسلندا وكندا. وإذا كان الرئيس ترامب يعتمد على الدعم الشعبي في جرينلاند لإتمام هذه الصفقة، فما زال أمامه بعض الجهد لإقناع الناس بذلك. لا يزال من غير الممكن عقد اتفاقية شراء صريحة أو اتفاقية شراكة حرة. ولكن من الواضح أن دونالد ترامب يحظى باهتمام حكومتي جرينلاند والدنمرك، وبالتالي فإن كل أنواع التدابير المحتملة التي تنطوي على قدر أعظم من التكامل العسكري أو الاقتصادي قد تكون على الطاولة بسهولة. ولا يزال من الممكن التوصل إلى شكل ما من أشكال الاتفاق الذي من شأنه أن يؤدي ربما إلى زيادة التجارة أو إقامة قواعد أفضل أو أكثر استراتيجية في جرينلاند لصالح الولايات المتحدة. لقد أثار إصرار الرئيس على أن الولايات المتحدة يجب أن "تمتلك وتسيطر" على أكبر جزيرة في العالم قلق سكانها وألهم حلفاءه لتصورها على أنها الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة. كما أثار أيضًا مجموعة من الأسئلة حول سبب وكيفية حدوث اتحاد محتمل بين الولايات المتحدة و جرينلاند.