تمكّن فريق الإنقاذ في الصين من العثور على شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، بعد أن قضى 10 أيام عالقًا وسط جبال "تشينلينج" الجليدية في شمال غرب البلاد، معتمدًا على تناول الثلوج الذائبة ومياه النهر وحتى معجون الأسنان للبقاء على قيد الحياة. وكان الشاب صن ليانغ قد بدأ مغامرة المشي منفردًا في الثامن من فبراير، لكنه فَقَد الاتصال بعائلته بعد يومين فقط من انطلاق رحلته بسبب نفاد بطارية أجهزته الإلكترونية.

وروى صن معاناته خلال الأيام الصعبة التي قضاها تائهًا، حيث سقط عدة مرات أثناء محاولته تتبع مجرى نهر، مما تسبب في كسر ذراعه اليمنى، واضطر في النهاية للجوء إلى صخرة كبيرة للاحتماء من الرياح الشديدة، مستخدمًا أوراق الأشجار والقش لتشكيل سرير مؤقت، حتى تمكّن رجال الإنقاذ من تحديد مكانه بعد أن شمّ رائحة الدخان الناتج عن نيرانهم وبدأ بالصراخ طلبًا للمساعدة.

وبعد إنقاذه، كشف صن عن تفاصيل معاناته، معترفًا بأنه لم يكن يعلم بقرار السلطات حظر التنزه في هذه المنطقة التي تُعتبر من أخطر المسارات في الصين، مؤكّدًا شعوره بالرعب أثناء تلك التجربة القاسية. وأوضح في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الظروف الجوية كانت قاسية جدًا، وحذر الآخرين من محاولة السير في هذا المسار، مشيرًا إلى أن الطقس يتغير بشكل مفاجئ، ولا توجد مناظر تستحق المخاطرة بالحياة من أجلها.

في المقابل، أكد فريق الإنقاذ أنهم اضطروا لفرض تكاليف مالية كبيرة على عائلة الشاب لتغطية العملية التي شارك فيها أكثر من 30 شخصًا، موضحين أن الغرض من هذه الرسوم هو ردع المغامرين المحتملين عن دخول هذه المنطقة، التي تشهد سنويًا فقدان وإصابة العديد من المتسلقين، خاصة في ظل وجود الحياة البرية الخطيرة مثل الدببة والخنازير البرية، والتي تشكل تهديدًا إضافيًا لمن يفكرون في المغامرة هناك.