عيون لا تنام، في سبيل مكافحة الارهاب

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيون لا تنام، في سبيل مكافحة الارهاب, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 08:24 مساءً

يوسف بنشهيبة

في الوقت الذي يجب أن تتحد فيه إرادة بعض المواطنين، وأن تتجه صوب محاربة الارهاب والتصدي لجميع أشكاله، تطفو على السطح كالعادة ومرة أخرى نظريات التشكيك الفارغة في العمليات والتدخلات الأمنية الأخيرة المنجزة، في إطار محاربة الخلايا المتطرفة، واجهاض المشاريع الارهابية، فالبعض لا يجد راحته إلا في الاصطياد في الماء العكر، ( خالف تعرف).

بالتزامن مع التدخلات والعمليات الأمنية الناجحة التي يحققها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الارهاب، والاشواط الكبيرة التي قطعها المغرب من خلال العديد من المقاربات، بدءا من المقاربة القانونية والتي تتمثل في تجويد الترسانة القانونية والمتعلقة بالقانون 03.03 المتعلق بمكافحة الارهاب، و اعتماد المغرب على سياسة جنائية متقدمة في محاربة الارهاب، والمقاربة الحقوقية التي تضمن توفير واحترام ضمانات المحاكمة العادلة، والمقاربة الأمنية الاستباقية التي تقوم على العمل الاستخباراتي والتنسيق الدائم والمحكم بين جميع المصالح الأمنية، والمقاربة السوسيو اقتصادية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما أن إعادة تدبير الحقل الديني بالمغرب كانت له نتائج في غاية الأهمية، في تأطير مسألة إصدار الفتاوى من خلال جعل اختصاص اصدار الفتاوى بيد الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى، ونشر خطاب الوسطية والاعتدال، وقيم التعايش والتسامح، والعمل على تكوين الائمة والمرشدين... المغاربة و الافارقة، هي مقاربات وأخرى كان لها دور كبير جدا في تصدي ومحاربة الفكر المتطرف، و اجتثاث جذوره، وهذا ما يجهله أو يتجاهله البعض، ولو علم هؤلاء خطورة الفكر المتطرف ونوعية الافكار التي يحملها هؤلاء الافراد المتطرفين، والمخططات الاجرامية التي يسعون لتنفيذها، لكان لهم رأي آخر غير هذا.

وكما قلنا سابقا، تطفو مرة أخرى مجموعة من التعليقات التي تشكك في صحة هذه التدخلات، وتصفها (بالمسرحية) من أجل (إلهاء الشعب)، وتعليقات أخرى تدعوا إلى (محاربة الزيادة في الاسعار)، اختلط لهؤلاء الحابل بالنابل واختلطت عليهم المؤسسات، أو أنهم ينكرون ويرفضون تقبل حقيقة الأمور.

تبخيس المجهودات التي تبذلها المصالح الأمنية يفهم منه شيئان :

أولا : أغلب التعاليق هي تعاليق صادرة من خارج المغرب، وبحسابات وهمية، وقد تكون صادرة عن جهات معادية للمغرب، في ما بات يعرف بالذباب الإلكتروني، حسابات مبرمجة آلية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي عادة ما يكون الهدفُ منها هدفا سياسيًا بحتاً، وهو الهجوم على الافراد والدول، وتبخيس المجهودات الأمنية، والتأثير على الرأي العام، ونيات أخرى مبيتة، لذلك يجب ألا ينساق أي شخص وراء كل ما يكتب وينشر، وأن يتحلى بقدر مقبول من التحليل.

ثانيا بعض الاشخاص يجهلون أو يتجاهلون التحديات الأمنية التي تحيط بالمغرب ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر : التحديات العسكرية، بالصحراء المغربية والمغرب بحكم موقعه الجيوستراتيجي، وأنه يطل على واجهتين بحريتين ونقصد بذلك البحر الابيض المتوسط، المحيط الاطلسي، وقربه من الدول العربية والافريقية ومن الجارة الاوروبية، هذا التميز الجغرافي وهذا القرب من القارة الاوروبية يشكل تحدي أمني كبير للمغرب للتصدي لمختلف الجرائم، ومن بينها : الجرائم العابرة للحدود، الجريمة المنظمة، التهريب الدولي للمخدرات والاسلحة القادمة من دول أمريكا اللاتينية، الهجرة الغير الشرعية، تهريب السلع والبضائع في إطار محاربة الجرائم الجمركية...

القرب من بعض الدول الافريقية والتي تشكل بؤر توتر بوجود الجماعات الانفصالية، وفي غياب الاستقرار الأمني والسياسي في هذه الدول، وفي غياب رفض وتجاهل بعض الدول مد جسور التواصل والتعاون الأمني مع المغرب لمحاربة كل أشكال الجريمة، كل هذه التحديات مطروحة، كون أن منطقة المغرب الكبير تعرف اهتماما متزايدا في النقاشات الأمنية المطروحة على كل من طاولة الاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي، منطقة الساحل الافريقي حيث تجد الافكار المتطرفة البيئة المناسبة لتنمو، وهذا ما يجهله هؤلاء

 أو يتجاهلونه

على المستوى الدولي المغرب هو شريك وحليف أمني متميز ومهم جدا، في محاربة الارهاب والتطرف العنيف، لكونه راكم تجارب حظيت باعتراف دولي في محاربة الارهاب، والمغرب هو شريك موثوق لدى الأمم المتحدة في مكافحة الارهاب وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

محاربة الارهاب والفكر المتطرف مسؤولية مشتركة نتقاسمها جميعا، هي معركة نخوضها، كفى من تبخيس المجهودات الأمنية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق