نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رغبة مغربية في توسيع شبكة القطارات لتصل إلى الكويرة في أقصى جنوب الصحراء المغربية, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 11:25 مساءً
يواصل المغرب تكريس موقعه كأحد أبرز الدول الإفريقية في مجال تطوير البنية التحتية للنقل السككي، عبر مخطط طموح يسعى إلى توسيع شبكة القطارات نحو الجنوب، في خطوة تعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الترابط بين مختلف جهات المملكة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يتجدد الحديث عن توسيع الشبكة السككية فائقة السرعة لتمتد إلى مراكش وأكادير، مع إمكانية مواصلة الامتداد نحو المناطق الجنوبية، بما في ذلك مدينة الݣويرة.
وتزامن تأكيد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، خلال جلسة برلمانية على أن هناك التزاما واضحا بمواصلة تطوير شبكة السكك الحديدية، حيث تم تخصيص 857 مليون درهم (حوالي 81 مليون يورو) لتمويل دراسة مشروع القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، مع برمجة تمديد الخط ليشمل أكادير في مرحلة لاحقة، -تزامن- مع حديث عن سعي المملكة المغربية لربط مباشر بين الشبكة السككية والݣويرة، وهو الطموح الذي يرتبط حسب مصادر متطابقة بإمكانية تعبئة الموارد المالية اللازمة في المستقبل.
ويندرج هذا التوجه ضمن رؤية أشمل تكرست منذ تدشين القطار فائق السرعة "البراق" الذي يربط طنجة بالدار البيضاء، حيث يسعى المغرب إلى تطوير بنيته التحتية لتعزيز القدرة التنافسية لمناطقه المختلفة، وتوفير وسائل نقل حديثة تواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل عملية توسيع الشبكة لتشمل أكادير وبعدها الݣويرة خطوة رئيسية في هذا المسار، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه المدن باعتبارها قطبا اقتصاديا وسياحيا محوريا في جنوب المملكة.
وعلى المستوى الاقتصادي، يتوقع أن يسهم المشروع في خلق آلاف مناصب الشغل، وتعزيز جاذبية المناطق التي سيشملها الامتداد السككي، خاصة وأن الاستثمارات في قطاع النقل تساهم بشكل مباشر في تحسين مناخ الأعمال، وجذب مشاريع استثمارية كبرى، كما أن تطوير الربط السككي بين شمال المملكة وجنوبها سيعزز التكامل الاقتصادي بين مختلف جهات البلاد، ويكرس تموقع المغرب كمركز لوجستي محوري في المنطقة.
وسبق للملك محمد السادس أن عبر، خلال خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، عن تطلعه لإنجاز خط سككي يصل إلى الݣويرة، مؤكدا أن التحدي الأكبر يبقى توفير الموارد المالية اللازمة لهذا المشروع، في تصور ينسجم مع توجه المغرب لتعزيز تنمية الأقاليم الجنوبية، حيث يجري تنفيذ مشاريع كبرى، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، وتوسيع شبكة الطرق الوطنية، ما يجعل إمكانية توسيع شبكة القطارات إلى هذه المناطق أمرا مطروحا على المدى البعيد، لكنه يبقى رهينا بالتمويلات والجدوى الاقتصادية.
ويتمثل الرهان اليوم في إنجاح المرحلة الحالية من هذا المشروع، والتي تشمل تمديد الشبكة إلى أكادير، مع استكمال الدراسات الخاصة بالربط بين القنيطرة ومراكش. وإذا ما تم تأمين التمويلات اللازمة في المستقبل، فإن استكمال الخط نحو المناطق الجنوبية، بما في ذلك الداخلة والݣويرة، قد يصبح واقعا يعزز الترابط بين جهات المملكة، ويعكس استمرار الدينامية التنموية التي يقودها المغرب في مختلف المجالات.
0 تعليق