منذ أن برز اسم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على الساحة العالمية من خلال اهتماماته بالسيارات الكهربائية والروبوتات والسفر للفضاء وشبكات التواصل الاجتماعي وتملكه موقع «إكس»، والرجل محاط بقدر كبير من الغموض والجدل، لكن مع دخوله الانتخابات الأمريكية ودعمه للرئيس الحالي دونالد ترامب، وما تلا ذلك من تمكينه من السياسة الأمريكية ومنحه لقب وزيرا، زاد كثيرا من الغموض والجدل حول شخصية هذا الرجل الغامض الذي لا يعلم أحد هويته بدقة وهل هو مجرد رجل أعمال أم لديه شيء أكثر من ذلك.

إيلون ماسك، لم يتصدر للإعلام بوصفه اقتصادي فقط أو صانع او مستثمر أو مهتم بتكنولوجيا الفضاء، ولكن يتم الترويج لاسمه بوصفه صانع المستقبل، فهو وحده الذي يتحدث بكل ثقة عن المستقبل القريب لكن بشكل يثير الجدل أكثر من أي وقت سابق. ومن هذه التصريحات حديثه عن أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على البشر، وأن عدد الروبوتات خلال سنوات سيتفوق على عدد البشر، واهتماماته بالحضارة المصرية القديمة ليس بوصفها تاريخا ولكن باعتبارها لا تزال جزءا من مشاهد المستقبل الذي دائما ما يتحدث عنه «ماسك».. كل هذا يجعل انتقال الرجل من الساحة الاقتصادية إلى الساحة السياسية أمرا يستحق الوقوف عنده، إذ إنها المرة الأولى التي تقام فيها الانتخابات الامريكية بهذا الدعم الكبير من رجل واحد أصبح أشهر من الرئيس المنتخب ذاته، ولم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أن برز اسم رجل أعمال إلى هذا الحد الذي يجعل ترامب يقربه من البيت الأبيض ويمكنه من مفاصل الدولة ورسم سياساتها مثلما فعل ترامب مع إيلون ماسك.

«ماسك» الذي لم يكن مهتما بالسياسة قبلا، إذ قال في أحد المقابلات أنه «نصف جمهوري ونصف ديمقراطي»، يبدو أن السياسة هي آخر ما يشغله، لكن لماذا انضم إلى الإدارة الأمريكية طالما لم يكن له اهتمامات سياسية سابقا أو حتى حاليا وفق آخر تصريحاته؟ هذا يزيد الحديث عن الغموض الذي يكتنف المرحلة الحالية من السياسة الأمريكية ويجعل الأمور مرشحة للتعقيد أكثر بخصوص من هو الحاكم الفعلي الحقيقي للعالم!