تحوَّلت أحلام مشجعي فريق نيوكاسل الأول لكرة القدم إلى حقيقةٍ الأحد، وأضاف العَريق الغائب عن منصات التتويج منذ عام 1955 بطولة جديدة إلى حائط إنجازاته، بعدما قلب التوقعات على ملعب ويمبلي وقهر ليفربول في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، المعروفة بكأس «كاراباو»، في امتدادٍ للتطور الهائل الذي عرِفه النادي في المواسم الأربعة الأخيرة، منذ انتقال ملكيته إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي في أكتوبر 2021.
وانطلاقًا من ذلك التاريخ، تسلَّق نيوكاسل هرم الكرة الإنجليزية تدريجيًّا، بعد أعوام عديدة من المعاناة، وتمسّكت إدارته الجديدة بالمدرب إيدي هاو، الذي عيَّنته وأصبح أول مدرب إنجليزي يُتوَّج بلقب كبير في إنجلترا منذ حصول هاري ريدناب مع بورتسموث على كأس الاتحاد عام 2008.
وفي ظل المِلكِية السعودية، تعززت صفوف الفريق الأبيض والأسود بالعديد من الأسماء اللامعة، في مقدمتها المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، والبرازيلي برونو جيماريش، لاعب الوسط، والظهير الإنجليزي كيران تريبير، ومواطنه الجناح أنتوني جوردون، والإيطالي ساندرو تونالي، لاعب الوسط، والمهاجم الإنجليزي هارفي بارنز وغيرهم.
وحوّلت هذه التحركات الفريق إلى رقم صعب في الكرة الإنجليزية ومنافس حقيقي على شتّى الجبهات، فحقّق نتائج طال انتظارها من مشجعيه على مختلف المسارح الكبرى.
وأوّلُ الغيث كان إنهاء موسم 2022-2023 رابعًا في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، أفضل مركز عرفه النادي منذ 2002ـ2003، أي عندما ضمّت صفوفه نجومًا كبارًا مثل الأسطورة آلان شيرار، وكريج بيلامي، والحارس شاي جيفن. ووصل نيوكاسل الجديد، في الموسم ذاته، إلى نهائي كأس الرابطة، وخسِره 0ـ2 من مانشستر يونايتد، في فبراير 2023.
وفتح ذلك الموسم طريق الفريق للمشاركة في دوري أبطال أوروبا 2023ـ2024، فعاد إلى المسرح القاري للمرة الأولى منذ 2012ـ2013، عندما شارك في الدوري الأوروبي، كما ظهر في دوري الأبطال تحديدًا للمرة الأولى منذ 2003ـ2004، فيما ينافس بقوة، في الموسم الجاري، على تأمين ظهور أوروبي جديد، ويبعد نقطة واحدة عن مانشستر سيتي، خامس ترتيب الدوري، ونقطتين عن تشيلسي، الرابع، مع امتلاك مباراة أقل.
ووصل نيوكاسل إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، في أفضل نتائجه ضمن البطولة العريقة منذ 2019ـ2020.
وبعد أعوام التخطيط والعمل والأمل، حصد الفرحة الكبرى، هذا الموسم، رافعًا كأس «كاراباو» للمرة الأولى في تاريخه ومضيفًا لقبًا كبيرًا إلى حائط إنجازاته للمرة الأولى منذ فوزه بكأس الاتحاد عام 1955، قبل نحو 70 عامًا.