"حصاد الضباب" ـ كيف تساعد الرطوبة في مواجهة نقص المياه؟

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"حصاد الضباب" ـ كيف تساعد الرطوبة في مواجهة نقص المياه؟, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 05:25 مساءً

في منطقة آيت باعمران في المغرب لا تمطر إلا قليلاً جداً، وهو ما يضع السكان الذين يعيشون هناك أمام تحديات كبيرة. ويخيم ضباب كثيف من المحيط الأطلسي القريب على المنطقة الجبلية. ويتم استغلال هذا الوضع من خلال مشروع "حصاد الضباب" الذي تقوم فكرته على استخراج الماء من الضبابعبر اعتراضه  بشبكات مصممة لذلك ليتم استخدامه بعد تجميعه ومعالجته.

ويتم جمع  قطرات الماء الصغيرة من الهواء باستخدام شبكات تبلغ مساحتها الإجمالية 1700 متر مربع. إنه أكبر نظام لجمع الضباب في العالم.

وهو يعمل على هذا النحو: تدفع الرياح بخار الماء في الهواء عبر الشباك العمودية، ويتكثف البخار إلى قطرات ماء صغيرة. وتتقاطر هذه القطرات على طول الشبكة ويتم تجميع الماء في حاويات كبيرة.

تجمع الشباك حوالي 35 ألف لتر من الماء كل يوم. وهذا يغطي احتياجات أكثر من ألف شخص ويستخدم أيضاً لري النباتات.

لا يتم تجميع مياه الضباب في جبال المغرب فحسب، بل أيضا في غانا وإريتريا وإثيوبيا وشيلي وكاليفورنيا وجنوب أفريقيا على سبيل المثال. الإمكانات العالمية هائلة. هناك مواقع مناسبة في كل مكان تقريبًا، خاصة على طول السواحل. وتوفر شبكة ضباب تبلغ مساحتها 40 مترًا مربعًا حوالي 200 لتر في اليوم وتبلغ تكلفتها حوالي 1500 دولار.  

تقنية حصاد الضباب في المدن أيضا

حتى الآن كان يُنظر إلى جمع الضباب بشكل أساسي على أنه حل للمناطق الريفية النائية حيث بالكاد يتصل الناس بالشبكة العامة أو البنية التحتية.

ومع ذلك أظهرت دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة " فرونتيرس إنفايرنمنت ساينس" (Frontiers in Environmental Science) العلمية أن  المدن يمكنها أيضًا الاستفادة من هذه التكنولوجيا.

ومع هطول أقل من مليمتر واحد من الأمطار سنوياً، تعتبر صحراء أتاكاما في شمال تشيلي واحدة من أكثر المناطق جفافاً في العالم. وأهم مصدر للمياه للمدن في المنطقة حالياً هو المياه الجوفية العميقة التي تجددت آخر مرة ما بين 17 ألف و10 آلاف سنة مضت. وهذه  الإمدادات المائية القديمة لا تنضب ويستغرق تجديدها وقتاً طويلاً جداً. لذلك من المهم الاستفادة من مصادر أخرى للمياه. ويمكن أن يساعد "حصاد" المياه من الهواء.  

تقع قرية ألتو هوسبيسيو على  هامش الصحراء. ويعيش العديد من السكان الذين يبلغ عددهم حوالي 10 آلاف نسمة في فقر ولا يرتبطون  بشبكة المياه العامة. تزود الشاحنات المحملة بكميات من المياه الأحياء الفقيرة. وأراد الباحثون معرفة ما إذا كان استخراج الماء من الضباب يمكن أن يساعد في مكافحة نقص المياه في المدينة. وللقيام بذلك وضعوا شبكات لجمع الرطوبة من الهواء في المنطقة الحضرية وعلى التلال المحيطة بها.

وقد وجدوا أنه بمساعدة مجمعات الضباب، يمكن جمع ما يصل إلى 10 لترات لكل متر مربع في بعض الأيام. وهذا يكفي لتلبية  احتياجات المياه لمياه الشرب والري والزراعة.

وحسب الباحثين يمكن جمع ما معدله 2.5 لتر من المياه لكل متر مربع يوميًا. وبوجود 17 الف متر مربع من الشباك، أي ما يعادل مساحة ملعبين ونصف تقريبًا من ملاعب كرة القدم، سيكون من الممكن تغطية كامل  احتياجات المياه في الأحياء الفقيرة في ألتو هوسبيسيو. وتكفي 110 أمتار مربعة من الشباك لري كامل المساحات الخضراء في المدينة على مدار السنة.

كما يمكن نقل المياه التي يتم الحصول عليها بهذه الطريقة عبر الأنابيب أو بالشاحنات. ومع ذلك نظرًا لأن الضباب لا يوفر المياه إلا لبضعة أشهر فقط من السنة، يجب أيضًا استخدام مصادر أخرى في الصيف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق