ربط فوضى الأسعار بغياب الرقابة.. تصريحات جديدة لـ"بركة" تضع الحكومة في موقف محرج

في سياق النقاش المستمر حول غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وأثرهما الواضح على القدرة الشرائية للمواطنين التي تدمرت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة بفعل توالي سلسلة من الزيادات غير المفهومة وغير المبررة، استضاف برنامج "نقطة إلى السطر"، الذي يبث عبر القناة الأولى، أمس الثلاثاء، "نزار بركة"، الأمين العام لحزب الاستقلال، المنتمي للتحالف الحكومي. 

وخلال هذا اللقاء، وجه "بركة" انتقادات مباشرة للوبيات المتحكمة في الأسعار، مشيرًا إلى أن المضاربة والجشع هما السبب الرئيسي وراء تفاقم الوضع، داعيًا إلى ميثاق اقتصادي أخلاقي يحد من هذه التجاوزات. كما تطرق إلى مواضيع أخرى منها إلغاء عيد الأضحى، قضايا التشغيل، والتحديات الاقتصادية المستقبلية.

في سياق متصل، شدد زعيم حزب "الاستقلال" على أن الارتفاع غير المبرر للأسعار، لم يكن بسبب عوامل اقتصادية بحتة، بل أيضا يعود بالاساس إلى الجشع المفرط لبعض اللوبيات، خصوصًا في قطاعات حيوية مثل اللحوم والخضروات والفواكه، مشيرا إلى أن خيار تسقيف الأسعار لم يكن حلا عمليًا، لأنه كان سيضر بالفلاحين الذين استثمروا في مواشيهم، قبل أن يؤكد أن الرابح الأكبر من هذا الإجراء كان سيكون المستوردين الذين كانوا سيستفيدون من الدعم ومن التسقيف أيضا.

كما أشار "بركة" أيضا إلى أن إشكالية المضاربة بالأسعار، هي مشكلة أخلاقية بقدر ما هي اقتصادية، مشددا على أن "تجارة الأزمات"، أضحت ظاهرة مستفحلة في السوق المغربية، حيث يسعى البعض إلى تحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب القدرة الشرائية للمواطن، قبل أن يدعو إلى تبني ميثاق اقتصادي أخلاقي للحد من هذه الممارسات وضمان العدالة في السوق.

وتوقف "بركة" خلال هذا اللقاء أيضا عند القرار الملكي القاضي بإلغاء الاحتفال بعيد الأضحى لهذه السنة، معتبرًا أنه جاء في وقته المناسب نظرًا للضغوط الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، خاصة مع العجز المسجل في عدد رؤوس الأغنام، والذي يقدر بحوالي 3 ملايين رأس، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن الوسطاء يهيمنون على الأسواق، لافتا الانتباه إلى أنهم يحصلون على 50% من سعر البيع النهائي للمنتجات الفلاحية، مقابل 30% فقط للفلاحين، مما يؤكد وجود اختلالات كبيرة في سلاسل التوزيع تستدعي معالجة عاجلة.

في سياق آخر، عرج "بركة" للحديث عن الوضع السياسي في بلادنا، حيث شدد على ضرورة التزام الأحزاب ببرامجها الانتخابية لكسب ثقة المواطنين، حيث قال في هذا الصدد: "من يريد تصدر الانتخابات عليه الوفاء بالعهود والالتزامات أولا"، مؤكدًا أن حزب الاستقلال دعا إلى اجتماع عاجل للأغلبية الحكومية لمناقشة أزمة الغلاء واقتراح حلول واقعية.

وبلغة صريحة، أقر "بركة" بأن تحقيق هدف خلق مليون منصب شغل صافي، يعد تحديًا صعبًا، مشيرا إلى أن تخفيض بنك المغرب لسعر الفائدة، إلى جانب الإصلاحات المنتظرة في ميثاق الاستثمار، ستساهم في خلق ديناميكية جديدة لدعم التشغيل. كما أكد على أهمية استفادة المقاولات الصغيرة والمتوسطة من مشاريع الاستعداد لمونديال 2030 لتعزيز فرص العمل.